صاحبه ، إلا كفضل ابن المخاض على الفصيل ، وكلاهما لا خير عنده ، ولا فضل له ، ولا منتفع به. فجعل فضل نهشل على فقيم ، كفضل هذا على هذا ، والبيت يروى للفرزدق.
ونهشل : قبيلة ، ولا أدري وجه هذا إلا أن يكون البيت لغير الفرزدق ، وينسب إليه على الغلط.
قال سيبويه : وكذلك ابن أفعل ، إذا كان أفعل ليس باسم لشيء" فهو نكرة كابن أحقب وهو الحمار".
وحكى عن ناس قالوا : " كل ابن أفعل معرفة لأنه لا ينصرف"
وقال سيبويه : " هذا خطأ لأن أفعل لا ينصرف وهو نكرة ألا ترى أنك تقول هذا أحمر قمد فلا تصرفه وهو نكرة ، وقمد صفة له".
وأنشد لذي الرمة :
* كأنا على أولاد أحقب لاحها |
|
ورمى السفا أنفاسها بسهام |
جنوب ذوت عنها التناهي وأنزلت |
|
بها يوم ذباب السبيب صيام |
الشاهد في البيتين أن" صيام" الذي في آخر البيت الثاني : صفة لأولاد. فأولاد أحقب نكرة. ومعنى البيت : كأنا على حمير قد لاحها ، أي : عطشها. جنوب ذوت عنها التناهي : أي جفت من أجلها الغدران وهي التناهي ، واحدتها تنهية ، سميت بذلك لانتهاء السيل إليها واستنقاعه فيها. وأنزلت الجنوب بهذه الحمير يوم ذباب السبيب ، أي يوم حر احتاجت فيه إلى تحريك أذنابها ، والسبيب في هذا الموضع : أذنابها وصيام : قيام ورمى السفا : معطوف مقدم على جنوب : وأنفاسها : أنوفها لأنها مواضع الأنفاس. والسفا : شوك البهمي" وجعل ما يصيب أنوفها من ذلك بمنزلة السهام ، وإنما يريد أن هذه الحمير أسرع ما تكون في هذه الحال ، فكأنا عليها من السرعة والانزعاج.
هذا باب ما يكون فيه الشيء غالبا على
اسم يكون لكل من كان من أمته ،
أو كان في صفته من الأسماء التي يدخلها الألف واللام
كقولك : فلان بن الصعق وما أشبه ذلك.
اعلم أن الاسم العلم إنما وضع لإبانة شخص من سائر الشخوص ، وليس فيه دلالة على وجود معنى ذلك الاسم في الشخص الذي سمي به ، كرجل يسمى بزيد أو عمرو أو جعفر أو حمزة أو ما أشبه ذلك. ومعنى زيد : الزيادة ، ومعنى عمرو : العمر ، وجعفر هو النهر ، وحمزة : اسم بقلة.