* وكل خليل غير هاضم نفسه |
|
لوصل خليل صارم أو معارز (١) |
فجعل غيرا نعتا لكل ولو حملها على خليل لجاز.
والمعارز : المنقبض. والهاضم : الظالم المتحامل ، ومعناه أن الصديق إذا لم يهضم نفسه للصديق فيحتمله ويغضي عنه وقع الصرم والانقباض.
وأنشد أيضا :
* كأنا يوم قرى إنما نقتل إيانا |
|
قتلنا منهم كل فتى أبيض حسانا (٢) |
فجعل أبيض وحسانا نعت. وقرى : اسم موضع ، والحسانا : الحسن والمعنى كأنا إذا قتلنا من هذه صفته فكأنا قتلنا أنفسنا لأن هذه صفتنا.
وأنشد أيضا لابن أحمر :
* ولهت عليه كل معصفة |
|
هوجاء ليس للبها زبر (٣) |
فهو جاء نعت لكل ومعنى هوجاء : تجيء من كل ناحية فكأنها حمقاء ، يعني ريحا شديدة. ومعنى ولهت عليه : لزمته بهبوبها ولصقت به. وقوله ليس للبها زبر أي : ليس لعقلها إحكام ، يقال زبرت البئر : إذا أحكمت طيها ، ويقال للعقل زبر : لأنه محكم.
وإنما احتج سيبويه بهذه الأبيات ليقطع من زعم أن" أول" وكلا وما أشبههما مما يضاف إلى واحد معرفة إذ كانت الألف واللام لا تدخل في المضاف إليه.
واحتج عليهم أيضا بأن التمييز لا تدخله الألف واللام وهو نكرة فليس امتناعه من الألف واللام بموجب له أن يكون معرفة.
واحتج بأشياء كثيرة ساقها في الباب.
والذي أوجب لهذه الأسماء أن تكون نكرات ، أنها موضوعة وهي مفردة في معنى الجمع وفعلوا ذلك للتخفيف والاقتصار على أخف لفظ يدل على المعنى الذي أرادوه من الجمع ، وهو الواحد المنكور من الجنس ، فزعم قوم أن المعرفة تكون حالا للمعرفة ، فألزمهم سيبويه أن يجعلوا حال النكرة معرفة ، لأنه لا فرق بين حال المعرفة والنكرة ، ثم ألزمهم أن يقولوا :
__________________
(١) ديوان الشماخ ٤٣ ، الكتاب ١ / ٢٧١ ، ٣٧١ ، شرح النحاس ٢٤٩ ، شرح السيرافي ٣ / ٤٥١ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٣٦ ، اللسان (عرز) ٥ / ٣٧٣.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم (١ / ٢٧١ ، ٣٨٣) ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٧٩ ، والخصائص ٢ / ١٩٤ ، وما يجوز للشاعر في الضرورة ٢٢٢ ، والإنصاف ٢ / ٦٩٩ ، وشرح المفصل ٣ / ١٠٢ ، والخزانة ٥ / ٢٨٠.
(٣) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٧٢ ، شرح السيرافي ٣ / ٤٥٣ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٢٢.