* يا دار أقوت بعد أصرامها |
|
عاما وما يعنيك من عامها (١) |
استشهد بهذا على أنه أراد دارا بعينها. وقوله : " أقوت" إخبار عنها وليس بوصف لها ، كأنه ينادي الدار ثم أقبل على إنسان فقال : أقوت وتغيرت ، ولو جعله وصفا لها لكانت نكرة منصوبة. والأصارم : الجماعات يصف أنها خلت من أهلها عاما.
قال : ومثل ذلك قول الأحوص :
* يا دار حسرها البلي تحسيرا |
|
ووسفت عليها الريح بعدك مورا (٢) |
فخاطب الدار ، ثم جعل يخبر عنها بأن البلي قد غيرها وعفا آثارها وأن الريح قد سفت عليها التراب حتي خفيت رسومها.
وأنشد أيضا للمرادي :
* ألا يا بيت بالعلياء بيت |
|
ولو لا حب أهلك ما أتيت |
نادى البيت الأول ثم جعل يخبره أن له بالعلياء بيتا غيره ، ثم قال : ولو لا حب أهلك ما أتيت ولا تركت داري بالعلياء لك وبعد هذا :
ألا يا بيت أهلك أو عدوني |
|
كأني كل ذنبهم جنيت |
المعنى : كأني جنيت كل ذنب أتاه إليهم آت.
قال سيبويه : أما قول الأحوص :
* سلام الله يا مطر عليها |
|
وليس عليك يا مطر السّلام (٣) |
فإنما لحقه التنوين كما لحق ما لا ينصرف.
يعني : أن" مطرا" اسم معروف ، فكان قياسه أن يضم ولا ينون ، ولكن الشاعر اضطر فنونه وتركه على لفظه كما ينون ما لا ينصرف ولو كان تنوينه من أجل أنه نكرة لانتصب.
وحكى عن عيسى بن عمر : مطرا ، وحجته أن التنوين رده إلى أصله ، لأن أصل النداء النصب ، كما ترد الإضافة إلى الأصل.
هذا باب ما يكون الاسم والصفة فيه بمنزلة اسم واحد
وذلك قولك : يا زيد بن عبد الله.
__________________
(١) ديوان الطرماح ١٦٢ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣١٢ ، شرح النحاس ٢١٨ ، شرح السيرافي ٣ / ٤٤ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٦٨ ، اللسان (صرم) ١٢ / ٣٣٨.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣١٢ ، شرح النحاس ٢١٩ ، شرح السيرافي ٣ / ٤٤ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٥٢٣.
(٣) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣١٣ ، المقتضب ٤ / ٢١٤ ، مجالس ثعلب (٩٢ ، ٢٣٩ ، ٢ / ٥٤٢) ، شرح النحاس ٢١٩.