قال الراجز :
* يا حكم بن المنذر الجارود |
|
سرادق المجد عليك ممدود (١) |
ومثله :
* يا عمر بن معمر لا منتظر (٢)
ويروى : " فتى مضر" الأصل في هذا : يا حكم بن المنذر وعمر بن معمر ، لأن" حكما" مفرد و" ابن المنذر" نعت مضاف ، ولكن لما كثر الكلام بالاسم العلم المضاف إلى اسم أبيه العلم ، استجازوا فيه من التخفيف ما استجازوا في غيره.
فقالوا : يا زيد بن عبد الله ففتحوا الدال اتباعا لفتحة النون. وجعلوا حركة الدال من زيد كحركة الراء من امرئ : الهمزة وحركة النون من ابنم : الميم.
وجروا على هذا المنهاج في الرفع والخفض ، فقالوا : هذا زيد بن عبد الله وهذه هند بنت عبد الله ، فجعلوا ضمة دال زيد وهند للاتباع لا للإعراب ، ولذلك حذفوا التنوين منهما وهما منصرفان.
ويبين أن سقوط التنوين لما ذكرته من الإتباع لا لاجتماع الساكنين قولهم : هذه هند بنت عبد الله في من صرف ، وهذه حال المخفوض أيضا كقولك : مررت بزيد بن عبد الله ، وبهند بنت عبد الله فالكسرة فيها كالكسرة في راء امرئ.
وأصل ابنم : ابن ، وكان الإعراب يقع على النون ، فلما زاد والميم تخفيفا واختصاصا ، ووقع الإعراب عليها ، سلموا النون من حركات الإعراب التي كانت تقع عليها ، فبقيت ساكنة ، فلم يمكن إقرارها على السكون ، لسكون ما قبلها ، فاضطروا إلى إتباعها الميم.
و" امرئ" نحو : ابنم لأن الراء قد كان يجري عليها ـ " في مرء" الإعراب إذا خففوا الهمزة فقالوا : " المرء" فلما أسكنوا الميم وأدخلوا ألف الوصل : لم يكن بد من تحريك الراء ، وبعدها همزة يقع الإعراب عليها ، ولم يكن للراء حركة ثابتة لأنها ساكنة في أصل البناء أو متحركة بحركات الإعراب ، فعمل بها ما عمل بابنم.
وأما من قال : يا زيد بن عبد الله فضم الدال ، فإنما هو على قول من قال : هذه هند بنت عبد الله ، فنون الدال ولم يتبعها حركة التاء ، لأنه لو أتبعها لحذف تنوينها ، وهو على قول
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣١٣ ، ملحقات ديوان رؤبة ١٧٢ ، الكامل ٢ / ٥٩ ، المقتضب ٤ / ٢٣٢ ، الشعر والشعراء ٢ / ٦٨٤ ، شرح النحاس ٢٢٠ ، شرح السيرافي ٣ / ٤٥ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٧٢ ، شرح المفصل ٢ / ٥ ، أوضح المسالك ٣ / ٧٩.
(٢) ديوان العجاج ١٨ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣١٤ ، شرح النحاس ٢٢٠ شرح السيرافي ٣ / ٤٥ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٧٣.