يصف هؤلاء القوم ، فلم يوجد من يقوم للعلى والمساعي والندى والسماح مقامهم.
والنفاح : الكثير العطاء وروي الوضاح أي المشهور البين الفضل.
وذكر سيبويه أن هذه اللام تدخل على معنى التعجب ، وأنشد
* لخطّاب ليلى يا لبرثن منكم |
|
أدلّ وأمضى من سليك المقانب (١) |
هذا رجل اتهم قوما من بني برثن كانوا يزورون امرأته فاتهمهم بفساد بينهم وبينها ، فشبههم بسليك المقانب : وهو سليك بن السلكة السعدي في حذقهم ودقة حيلتهم في الفساد ثم استغاث بمن لا يزور امرأته من برثن على من زارها منهم فقال : يا لبرثن امنعوا من زيارتها بعضكم وبعد هذا :
تزورونها ولا أزور نساءكم |
|
ألهفي لأولاد الإماء الحواطب |
ومما يسأل عنه في هذا الباب : أن يقال : لم فتحت هذه اللام ، واللام الخافضة في الأسماء الظاهرة مكسورة؟
فالجواب عن هذا أن يقال : أصل هذه اللام الفتح ثم كسرت في الظاهر لئلا تلتبس بلام الابتداء ثم عرض دخولها في النداء على معنيين مختلفين فاحتيج إلى الفصل بينهما ، وكانت الأولى أولى بالفتح من الثانية من قبل أن المدعو لم يخرج عن منهاج ما تدخله اللام المكسورة ، لأنك إذا قلت يا للعدو ، فمعناه : أدعوكم للعدو ، وهي على أصلها ، والمنادى : المدعو في دخول اللام عليه خارج عن القياس لأن المنادى لا يحتاج إلى لام ، فكان تغير لامه أولى ، لأن دخولها في غير موضعها هو معنى حادث أوجب الفصل ، وليس فتحها بالفتح الذي كان يجب في أصل اللام ، وإنما هو تبين بعد لزوم الكسرة ، والدليل على ذلك إذا عطف عليه رددته إلى الكسرة وذلك أنك إذا عطفت عليه رددته إلى الكسر ، وذلك لأن الكسر قد صار كالأصل له بعد الفتح تقول : يا لزيد ولعمرو فتكرر لام عمرو ؛ لأن اللام المفتوحة في زيد قد دلت على المعنى فاكتفي بها وكسرت لام عمرو على ما ينبغي من كسرها.
وبوب سيبويه بابا للام المدعو له وبين أنها مكسورة للفرق.
وأنشد قول قيس بن ذريج :
* فيا للنّاس للواشي المطاع
وأنشد :
__________________
ـ شرح المفصل ١ / ١٢٨ ، الهمع ١ / ١٨٠ ، حاشية الصبان ١٦٥ ، الخزانة ٣ / ١٦٥.
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣١٩ ، معاني القرآن ٢ / ٤٢١ ، معجم الشعراء ٣٢٦ ، شرح السيرافي ٣ / ٥١ ، ٥٢ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٦٠٤ شرح المفصل ١ / ١٣١.