* يا لقومي لفرقة الأحباب (١)
وبين أن قولهم : " يا للعجب ويا للماء" ، على حذف المدعو كأنه نبه إنسانا ودعاه للعجب ، وذلك على أن المدعو محذوف بقول الشاعر.
* يا لعنة الله والأقوام كلهم |
|
والصالحين على سمعان من جار (٢) |
فحذف المنادى وابتدأ اللعنة ولم يوقع عليها حرف النداء.
هذا باب الندبة
اعلم أن الندبة تفجع ونوح من حزن وغم ، يلحق النادب على المندوب عند فقده فيدعوه ـ وإن كان يعلم أنه لا يجاب ـ لإزالة الشدة التي لحقته لفقده ، كما يدعو المستغاث به لإزالة الشدة التي لحقته وغشيته ، ودعاؤه له كالدلالة على ما ناله من الحزن لفقده ، ولما كان المندوب ليس بحيث يسمع ، احتيج إلى غاية بعد الصوت فألزموا أوله" يا"" أو"" وا" ، وآخره الألف في الأكثر من الكلام لأن الألف أبعد للصوت وأمكن للمد فوجب بدخول الألف فتح كل ضمة وكسرة ، إذ لا يكون ما قبلها مفتوحا ، إلا أن يلتبس الكلام فتقلب على حركة ما قبلها.
وأنشد في ما لم تزد الألف في آخره ـ غير أنه بينت حركة آخره بالهاء ـ
لابن قيس الرقيات :
* تبكيهم دهماء معولة |
|
وتقول سلمى : وا رزيتّيه (٣) |
معولة من العويل وهو البكاء.
وأنشد أيضا لرؤبة فيما استعمل بالألف وغير الألف :
* بكاء ثكلى فقدت حميما |
|
فهي ترثّى بأبي وابنيما (٤) |
فما صلة ، وإنما حكي ندبتها ويروى : (بأبا وابناما) ، والألف لا تجوز في القافية المردفة بالياء ، فإذا كانت فيه رواية غير الأول فهي في" بأبا" دون" ابنيما" أو يكون منشد من العرب أنشد البيت وحده ، ولم يعرف القصيدة فيكون إنشاد ذلك العربي هو الحجة.
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٢٠ ، شرح النحاس ٢٢٤ ، شرح السيرافي ٢٢٤.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٢٠ ، الكامل ٣ / ٢٧١ ، شرح النحاس ٢٢٤ شرح السيرافي ٤ / ٥٢ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٣١ ، الإنصاف ١ / ١١٨ ، الجنى الداني ٣٥٢ ، شرح المفصل (٢ / ٢٤ ، ٤٠ ، ٨ / ١٢٠) مغني اللبيب ١ / ٤٨٨ ، شرح شواهد المغني ٢ / ٧٩٦ ، الهمع ١ / ٧٤ ، المقاصد النحوية ٤ / ٢٦١.
(٣) ديوانه ٩٩ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٢١ ، مجالس العلماء ١٤٤ ، شرح النحاس ٢٢٥ ، شرح السيرافي ٣ / ٥٤ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٥٤٩ ، المقاصد النحوية ٤ / ٢٧٤.
(٤) ملحقات ديوانه ١٨٥ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٢٢ ، المقتضب ٤ / ٢٨٢ ، شرح النحاس ٢٢٥ ، شرح السيرافي ٣ / ٥٤ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٦٥٩.