هذا باب تكون فيه ألف الندبة
تابعة لما قبلها ، وإن كان مكسورا فهي ياء ، وإن كان مضموما فهي واو للفرق
ذكر سيبويه في هذا الباب أنك إذا أردت كنية ألحقت الزيادة في آخرها ، وإن وقع حرف النداء على أولها ، كقولك : (يا أبا عمراه) ، من قبل أن المضاف والمضاف إليه كاسم واحد فلو ألحقت الألف الاسم الأول لانفصل من الثاني ، ونظير هذا أن تقول : هذه مائة درهم ، فإن أضفت" مائة" إلى" نفسك" قلت : هذه مائة درهمي. وقد علم أنك لم ترد أن تضيف درهما إلى نفسك ولا قصدت إلى درهم واحد بعينه ، وإنما قصدك إلى إضافة مائة إليك دون غيرها ، وعلى هذا إذا أضفت أبا عمرو إليك أضفته كأنه لك ، فقلت : هذا أبو عمر ، وإن كان قصدك أن تضيف الأب إليك دون عمرو.
ومن الدليل على هذا ، أنه لا يجوز : هذا أبو النضرك ، لأنك لو أفردت النضر لم يجز أن تقول : مررت بالنضرك ، ويجوز أن تقول : هذا أبو زيدك ، كما تقول : هذا زيدك ، فعلم أن حكم الاسم في إضافته إلى الاسم المضاف إليه كحكمه لو كان مفردا غير مضاف إليه.
وإنما جاز أن تدخل الياء والواو على الألف في هذا الباب للفرق دون غيرها ، لأنهما أختا الألف وشركتاها في المد واللين وبعد الصوت فاختصتا لذلك.
هذا باب ما لا تلحقه الألف التي تلحق المندوب
وذلك قولك : وازيد الظريف ولا يجوز الظريفاه.
قال الخليل : " ولو جاز هذا لقلت : وا زيدا أنت الفارس البطلاء"
وأجاز يونس والكوفيون ندب الصفة ، وقال المحتج له ردّا على الخليل ، ليس الخبر مثل الصفة فلذلك لم يجز : أنت الفارس البطلاء ، لأن الخبر منقطع عن المندوب ، والصفة من تمامه.
ومن حجة الخليل أن الصفة والخبر جميعا خارجان عن النداء ، فقد اتفقا في خروجهما ، وإن اختلفا في المعنى وإنما الندبة للمنادى ولا تدخل في غيره ، فما كان خارجا عن النداء ، فالندبة مفارقة له.
وفصل سيبويه بين من اسمه" ضربوا" وبين من اسمه" ضربا" كما فصل بين التثنية والجمع في الباب الذي قبل هذا في : واغلامهما ، وواغلامهمو.
وألزمه المبرد المناقصة في ما ذكره في الباب الذي قبل هذا فقال : ذكر أنك إذا أضفت غلاما إلى نفسك ثم ندبته في من قال : يا غلامي بإسكان الياء ، أنك تقول : واغلامياه بتحريك الياء ، ثم قال في باب ترجمته : هذا باب تكون فيه ألف الندبة تابعة لما قبلها وذلك قولك : واظهرهوه ليفصل بينه وبين المؤنث وقال في الذي يلي هذا الباب في رجل يسمى" ضربوا" ، " وا ضربوا" ، ليفصل بينه وبين من يسمى" ضربا" إذا قلت وا ضرباه" ، فألزمه أن يحذف الياء من" غلامي" لاجتماع الساكنين فيقول : " وا غلاما" ، أو يحرك الواو من هذا ويأتي بعدها