المعنى : يقولون يا عنتر. وشبه الرماح في صدر فرسه بالحبال في البئر.
وأنشد للأسود بن يعفر :
* ألا هل لهذا الدهر من متعلل |
|
على الناس مهما شاء بالناس يفعل |
وهذا ردائي عنده يستعيره |
|
ليسلبني نفسي أمال بن حنظل (١) |
فرخم حنظلة في غير النداء ، وأجراه على لغة من قال : يا حار.
يصف أن الدهر قد أخذ بهجته ونضارته وهي : رداؤه ، فقال : إنما أخذ ردائي ليسلبني نفسي بالموت.
وأنشد لرؤبة :
* إما تريني اليوم أم حمز |
|
قاربت بين عنقي وجمزي (٢) |
أراد : حمزة والعنق : ضرب من السير سريع وكذلك الجمز.
قال : " وأما قول ذي الرمة :
* ديار مية إذ مي تساعفنا |
|
ولا يرى مثلها عجم ولا عرب (٣) |
فزعم يونس أنه كان يسميها مرة مية ومرة ميّا.
أراد أن" ميّا" غير مرخم ، إنما هو اسم على حياله بمنزلة دعد.
وأنشد لأبي النجم :
* في لجة أمسك فلانا عن فل (٤)
استشهد بهذا على أنه اضطر فأسقط الألف من" فلان" لأنها ليست بحاجز حصين وأسقط النون لقربها من اللام ، وحرك اللام بما يجب بحرف الإعراب. هذا قول ابن سليمان الأخفش ، وهو ظاهر قول سيبويه بعد ذكر" فلان" وقد اضطر الشاعر فبناه على حرفين.
وقال غير الأخفش : أراد سيبويه أن" فل" قد يبنى على حرفين في النداء ، وليس بضرورة ، وأن" فلانا" يستعمل في النداء وغيره على التمام ، وأن الشاعر استعمل فلانا على
__________________
ـ ١٧ ، شرح عيون الكتاب ١٦٩ ، مغني اللبيب ٢ / ٥٤٠ ، شرح شواهد المغني ٨٣٤ ، همع الهوامع ١ / ١٨٤.
(١) الكتاب وشرح الأعلم (١ / ٣٣٢ ، ٤٣٧) للأسود.
(٢) ديوان رؤبة ٦٤ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٣٣ ، المقتضب ٤ / ٢٥١.
(٣) تقدم برقم ٣٩٧ ، شرح السيرافي ٣ / ورقة ٦٧.
(٤) الكتاب وشرح الأعلم (١ / ٣٣٣ ، ٢ / ١٢٢) ، المقتضب ٤ / ٢٣٨ ، شرح النحاس ٢٣١ ، شرح السيرافي ٣ / ٦٧ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٣٨ ، حاشية الصبان ٣ / ١٦١ ، أوضح المسالك ٣ / ٩٢ ، شرح ابن عقيل ٣ / ٢٧٨ ، شرح شواهد المغني ١ / ٤٥٠ ، الهمع ١ / ١٧٧ حاشية الصبان ٣ / ١٦١ ، الخزانة ٢ / ٣٨٩ ، المقاصد النحوية ٤ / ٢٢٨.