أراد : " لميس".
وأنشد في ما رخم في غير النداء على لغة من قال : يا حار ، لامرىء القيس :
* لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره |
|
طريف بن مال ليلة الجوع والخصر (١) |
أراد : طريف بن مالك ، وكان امرؤ القيس قد نزل به فأحمده.
وأنشد لرجل من بني مازن : (٢)
* على دماء البدن إن لم تفارقي |
|
أبا حردب ليلا وأصحاب حردب (٣) |
أراد : حردبة فرخم ، وأجراه كاسم لم يرخم.
وأنشد أيضا لبعض العباديين ، وهو مصنوع على طرفة :
* أسعد بن مال ألم تعلموا |
|
وذو الرأي مهما يقل يصدق (٤) |
وذكر سيبويه أن الأسماء غير الأعلام لا ترخم ، إلا أن العرب قد قالت : " يا صاح" ، وهم يريدون : " يا صاحب" لكثرة استعمالهم هذا ، لأن كل من كان معك في سفر فهو صاحب لك ، وكل من لابسك في أمر فهو صاحبك فيه ، فشبه بالأسماء وإن كان في الحقيقة صفة.
وليس من كلامهم ترخيم الصفة التي لا هاء فيها ، لأن أكثر ما ينادى اسم الرجل العلم الذي يعرف به لا صفته.
وزعم المبرد أن بعض الأسماء يبطل ترخيمها ـ على قول من قال :
" يا حار" ـ منها : رجل اسمه" طيلسان" في من كسر اللام لأنه إذا حذف الألف والنون بقي" طيلس" ، وليس في الكلام" فيعل" في غير المعتل ، ومنه رجل اسمه"" حبلوي" لأنه لو رخم لانقلبت الواو ألفا فصار : " حبلى" والألف منقلبة من واو وليس في الكلام : " فعلى" إلا وألفها للتأنيث غير منقلبة.
ولم يذكر سيبويه شيئا من هذا الباب اعتبر فيه بناء ما يبقى ، وإنما اعتبر فيه ما إذا عرض في الكلام غيرته العرب من حرف إلى حرف ، وذلك تحويل الواو من" عرقي" و" قمحدو" ، إلى الياء لأن من كلامهم : أحق وأدل في جمع : دلو وحقو ، وكذلك مما وصل بهذا من سائر المرخمات.
__________________
(١) ديوانه ١٤٢ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٣٦ ، شرح السيرافي ٣ / ٧٠ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٥١ ، فرحة الأديب ٩٦ ، جمهرة الأنساب ١٥٧ شرح ملحة الإعراب ٢٣٤ ، شرح ابن عقيل ٣ / ٢٩٠ ، الهمع ١ / ١٨١ ، حاشية الصبان ٣ / ١٨٤ ، المقاصد النحوية ٤ / ٢٨٠.
(٢) الشعر والشعراء ١ / ٣٥٣ ، الخزانة ٢ / ٢١٠.
(٣) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٣٦ ، شرح النحاس ٢٣٤ ، شرح السيرافي ٣ / ٧٠ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٥٢٨ ، فرحة الأديب ١٨٦.
(٤) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٣٧ ، شرح النحاس ٢٣٤ ، شرح السيرافي ٣ / ٧٠ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٢٨ ، شرح عيون الكتاب ١٧٠.