للذات دون تكثير الفعل ، ويروى" ولكن تعوض أن يقال عديم" أي : تعوض من شبابك حلما لئلا يقال عديم.
وأنشد :
* لا هيثم الليلة للمطي (١)
وأنشد لابن الزبير الأسدي :
* أرى الحاجات عند أبي خبيب |
|
نكدن ولا أمية في البلاد (٢) |
أبو خبيب : عبد الله بن الزبير ، وأراد بأمية : بني أمية ، وأعمل فيها" لا" وهي معرفة على تقدير" مثل" وكذلك عملت في هيثم ، وهو : اسم علم.
وفي قولهم : " قضية ولا أبا حسن" ، وهم يعنون علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
والمعنى الذي يذكر من هذا الكلام عند حضوره وكونه هو الذي يسوغ في التنكير ، وذلك أن هذا الكلام إنما يقال لإنسان كان يأمر بأمر من الأمور وله فيه كفاية وغناء ، فحضر ذلك الأمر ولم يوجد ذلك الإنسان ولا من يقوم به مثل قيامه ، ولو وجد من يقوم مقامه لم يطلب هو ، فصار التقدير : " لا مثل هيثم" ، و" لا مثل أبي الحسن" و" لا مثل أمية" ، ودخلت هذه الأسماء في المعنى كما يقول القائل لمن يخاطبه : مثلك لا يتكلم بهذا ، وإنما يريد : أنت وأمثالك لا يتكلمون به.
هذا باب لا يجوز فيه المعرفة إلا أن تحمل على
الموضع
فمن ذلك قولك : لا غلام لك ولا العباس
جملة ما في هذا الباب بين مفهوم إن شاء الله.
هذا باب ما إذا لحقته" لا" لم تغيره عن حاله
التي كان عليها قبل أن تلحق ...
وذلك قولك : لا مرحبا ولا أهلا ... ومثل ذلك : لا سلام عليك
قال جرير :
* ونبئت جوابا وسكنا يسبني |
|
وعمرو بن عفرا لا سلام على عمرو (٣) |
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٥٤ ، المقتضب ٤ / ٣٦٢ ، شرح السيرافي ٤ / ٤٢ ، شرح المفصل (٢ / ١٠٢ ، ١٠٣) ، حاشية الصبان ٢ / ٤ ، الهمع ١ / ١٤٥ ، الخزانة ٤ / ٥٧.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٥٥ ، المقتضب ٤ / ٣٦٢ ، شرح السيرافي ٤ / ٤٣ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٥٦٩ ، مجمع الأمثال ١ / ١١٣ ، شرح المفصل ٢ / ١٠٢ ، الهمع ١ / ١٤٥.
(٣) ديوان جرير ٢٧٩.