وقولهم : " لا نولك أن تفعل" معناه : لا ينبغي لك أن تفعل ، وقد يوقع" نولك" على جميع الفعل ، كما أن" الأخذ" قد يستعمل في جميع الأفعال حتى يقال : فلان لا يأخذ ولا يترك إلا بأمر فلان. فلهذا صار نولك بمعنى الفعل لأن التناول بمنزلة الأخذ.
وذكر سيبويه أن" لا" إذا دخلت عليها ألف الاستفهام بمنزلتها قبل أن تدخل عليها.
وأنشد لحسان بن ثابت :
* ألا طعان إلا فرسان عادية |
|
ألا تجشؤكم عند التنانير (١) |
ويروى : " تجشؤكم" بالنصب وهو استثناء ليس من الأول ورفعه على البدل من موضع الطعان والفرسان ويروى : " غادية" بالغين معجمة ، والأجود : عادية لأن العادية ، تكون بالغداة وغيرها ، وغادية بالغين جيدة لأن الغد والبكور عند العرب : التقدم في الوقت مع أن الغارات أكثر ما تكون بالغدو. قال : " ومثله قولهم : أفلا قماص بالبعير" هذا يضرب مثلا للرجل المعيي الذي لا حراك به.
وذكر سيبويه أن" لا" إذا كانت للتمني ، فهي بمنزلة" لا" في العمل في النكرة وحذف التنوين.
ثم قال : وسألت الخليل عن قوله :
* ألا رجلا جزاه الله خيرا |
|
يدل على محصلة تبيت (٢) |
فزعم أن رجلا منصوب بإضمار فعل ، كأنه قال : ألا ترونني رجلا ، وفيه معنى التمني ، وهذا قول حسن ، لأنه حذف لعلم السامع ، المعنى دال عليه.
وزعم يونس : أنه نون مضطرّا.
المحصلة : التي تحصل الذهب فتميزه من تراب المعدن ، وأراد ذهبا ، تبيت للزنا أو غيره والله أعلم.
هذا باب الاستثناء
هذا الباب ترجمة لأبواب تأتي بعده مفصلة إن شاء الله.
هذا باب الاستثناء بإلا
اعلم أن إلا ، أم حروف الاستثناء ، والاستثناء : هو إخراج الشيء مما دخل فيه هو
__________________
(١) ديوان حسان ٢١٥.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٥٩ ، نوادر أبي زيد ٥٦ ، شرح السيرافي ٤ / ٥٦ ، شرح المفصل (٧ / ٥ ، ٩ / ٨٠) ، الجنى الداني ٣٨٢ ، مغني اللبيب (١ / ٩٧ ، ٣٣٦ ، ٢ / ٧٨٣) ، شرح شواهد المغني (١ / ١٠٢ ، ٢ / ٦٤١) ، الهمع ١ / ٥٨ ، الخزانة ٣ / ٥١ ، المقاصد النحوية ٢ / ٣٦٦.