* الناس ألب علينا فيك ليس لنا |
|
إلا السيوف وأطراف القنا وزر (١) |
فنصب" السيوف" على الاستثناء المقدم. والألب : المجتمعون المتعاونون والوزر : الملجأ والمعتصم.
وأنشد للكلحبة اليربوعي :
* أمرتكم أمري بمنقطع اللوى |
|
ولا أمر للمعصي إلا مضيعا (٢) |
اللوى : مستدق الرمل حيث ينقطع. ونصب مضيعا على وجهين : أجودهما : الحال.
وحرف الاستثناء قد يدخل بين الحال وصاحبها كقولك : (ما قدم زيد إلا ضاحكا) ، والعامل فيه اللام. كأنه كان في الأصل للمعصي أمر مضيعا وهو حال من نكرة ثم دخل حرف النفي على أمر ، ودخلت إلا بين الحال وبين ما قبلها.
والوجه الآخر : أنه نصب على الاستثناء بعد النفي ، والوجه البدل من موضع" لا" كما أن الرفع على البدل من موضع لا في : لا إله إلا الله أقوى من النصب بالاستثناء.
هذا باب ما يكون فيه المستثنى الثاني بالخيار
وذلك قولك : ما لي إلا زيدا صديق وعمرا وعمرو
نصب عمرو بالعطف على زيد ، ورفعه على المعنى لأنه إذا قال : ما لي إلا زيدا صديق فكأنه قال : زيد صديق ولي عمرو ، ولو قدم عمرا على صديق لم يجز إلا النصب لأنه استثناء مقدم.
هذا باب تثنية المستثنى
وذلك قولك : ما أتاني إلا زيد إلا عمرا
اعلم أن الاسمين المستثنيين وإن اختلف إعرابهما ، فهما مشتركان في معنى الاستثناء ، وإنما رفع أحدهما ونصب الآخر على ما يوجبه تصحيح اللفظ.
فإذا قلت : ما أتاني إلا زيد إلا عمرا ، فلا بد من رفع أحد الاسمين لئلا يخلو الفعل من فاعل ، فإذا رفعت أحدهما لم يجز رفع الآخر ، لأن المرفوع بعد" إلا" إنما يرفع على وجهين :
إما : أن يرفع إذا فرغ له الفعل الذي قبل إلا. وإما : أن يجعل بدلا من المرفوع الذي قبله فإذا قلت : ما جاءني إلا زيد إلا عمرا فليس في عمرو وجه من وجهي الرفع ، لأن الفعل
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٧١ ، الكامل ٢ / ٩٠ ، المقتضب ٤ / ٣٩٧ ، شرح النحاس ٢٥٠ ، شرح السيرافي ٤ / ١٢٤ ، شرح الرماني (٤١٣ ، ٤١١) شرح ابن السيرافي ٢ / ١٧٥.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ٣٧٢ / ١ (للكلحبة) ، نوادر أبي زيد ١٥٣ ، أنساب الخيل ٤٨ ، المفضليات ٣١ ، شرح النحاس ٢٥٠ ، شرح السيرافي ٤ / ١٢٥ ، ١٢٧ ، شرح الرماني ٤١٢ ، ٤١٤ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٥٦ ، فرحة الأديب ١١٩ ، الخزانة ٣ / ٣٨٥.