وتقديره : وهذا لي.
هذا باب علامة المضمرين المنصوبين
هذه الضمائر المنصوبة المتصلة التي ذكرها سيبويه ، لا يجوز استعمال" أيا" مكانها ، وإنما يستعمل" أيا" في الموضع الذي لا يقع فيه المتصل ، وقد تقدم ذكر هذا.
والباب مفهوم إن شاء الله.
هذا باب استعمالهم" أيا" إذا لم تقع مواقع الحروف التي ذكرنا
فمن ذلك قولهم : إياك رأيت وإياك أعني
وأنشد :
* مبرّأ من عيوب النّاس كلّهم |
|
فالله يرعى أبا حرب وإيّانا (١) |
فأتى بالضمير المنفصل إذ لم يقدر على المتصل.
وأنشد لآخر :
* لعمرك ما خشيت على عديّ |
|
سيوف بني مقيّدة الحمار |
ولكني خشيت على عديّ |
|
سيوف القوم أو إيّاك حار (٢) |
فأتى" بإياك" لأنه لا يقدر على الكاف.
واعلم أنك إذا قلت : (عجبت من ضربيك) ، فالاختيار أن تقول : من ضربي إياك ، وذلك أن الضرب اسم ولا تستحكم فيه علامة الإضمار إذا كانت علامة ضمير المرفوع ولا يتصل به ، وإنما يتصل به ضمير المجرور الذي تشاركه فيه الأسماء التي ليس فيها معنى فعل ، نحو غلامي ، غلامك وغلامه أيضا ، فإن الضمير المضاف إليه الضرب ، مجرور يحل محل التنوين في ضرب ، ومتى نون ضرب لم يله إلا المنفصل ، كقولك : عجبت من ضرب إياك ، وما أشبهه ، وإنما جاز عجبت من ضربيك تشبيها بضربتك حين اتصل به التاء والكاف ، وهما ضميرا فاعل ومفعول ، وهو في الفعل قوي لاستحكام علامات الإضمار في الفعل.
واختار النحويون انفصال ضمير كان وأخواتها لعلل ثلاث :
منها أن كان وأخواتها أفعال دخلن على المبتدأ وخبره ، وخبرها قد يكون فعلا ، وجملة ، وظرفا غير متمكن ، فلما كانت هذه الأشياء لا يجوز إضمارها ، ولا تكون إلا منفصلة
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٨٠ ، شرح النحاس ٢٥٧ ، شرح السيرافي ٤ / ١٧٣ ، شرح المفصل ٣ / ٧٥ ، الهمع ١ / ٦٣.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٨٠ ، شرح النحاس ٢٥٧ ، شرح السيرافي ٤ / ١٧٣ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٩٨.