وقبل هذا البيت :
وأطلس عسال وما كان صاحبا |
|
رفعت لناري موهنا فأتاني |
فقلت له لما تكشر ضاحكا |
|
وقائم سيفي من يدي بمكان (١) |
تعال فإن .. البيت
وذكر بعض الكوفيين أنه إذا حمل من على المعنى لم يجز أن يرد إلى اللفظ وإذا حمل على اللفظ ، جاز أن يرد إلى المعنى والذي يبطل ما قاله : قوله عز وجل : (قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً) بعد قوله : (خالِدِينَ فِيها أَبَداً.)
هذا باب إجرائهم" ذا" بمنزلة" الذي"
وإجرائهم إياه مع" ما" بمنزلة اسم واحد
قد اشتمل تفسير سيبويه للباب على وجهين مقدرين في" ماذا".
فإن قال قائل : هلا جعلت" ذا" زائدة وجعلت" ما" للاستفهام وبمعنى" الذي" كما كانت قبل دخول" ذا"؟
فإن سيبويه استدل على بطلان هذا بشيئين.
أحدهما : أن" ذا" لو كانت زائدة ، ثم قلنا ما ذا تصنع كانت" ذا" في موضع نصب ، ويكون على الحقيقة جوابه منصوبا ، فلما قال لبيد :
* ألا تسألان المرء ما ذا يحاول |
|
أنحب فيقضى أم ضلال وباطل؟ (٢) |
فرفع قوله : أنحب وهو بدل" مما" علم أن ما في موضع رفع وإذا كانت في موضع رفع ، فهي مبتدأة ، وخبرها" ذا" ويحاول : صلة" ذا" ، وتقديره يحاوله والنحب : النذر ، وهو ما يوجبه الإنسان على نفسه من فعل البر.
ومما احتج به سيبويه على أن" ما" و" ذا" جميعا بمعنى : " الذي" قول الشاعر :
* دعي ما ذا علمت سأتقيه |
|
ولكن بالمغيب نبئيني (٣) |
فالحرفان جميعا بمعنى" الذي"
فإن قال قائل : هلا جعلت" ما" زائدة ، وجعلت" ذا" وحدها بمعنى" الذي كما قال الله
__________________
(١) ديوان الفرزدق ١ / ٨٧٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٣٦.
(٢) ديوانه ٢٥٤ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٠٥ ، معاني القرآن ١ / ١٣٩ ، مجالس ثعلب ٢ / ٤٦٢ ، شرح النحاس ٢٦٧ ، شرح السيرافي ٤ / ٢٨٠ ، المسائل البغداديات ٣٧١ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٤١ ، الجنى الداني ٢٣٩.
(٣) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٠٥ ، شرح النحاس ٢٦٧ ، أمالي اليزيدي ١١١ ، شرح السيرافي ٤ / ٢٨٢ ، الجنى الداني ٢٤١ ، مغني اللبيب (١ / ٣٩٦ ، ٣٩٧).