والمكروب : المشدود بالكرب وهو الحبل.
وأنشد لكثير عزة :
* لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها |
|
وأمكنني منها إذن لا أقيلها (١) |
فالمعنى : " إذن" ، لأن الكلام معتمد على القسم ، والمعنى :
والله لئن (عاد لي بمثلها لا أقيلها إذن). وعبد العزيز بن مروان أخو عبد الملك ، والضمير في قوله : بمثلها يعود على مذكور قبل هذا البيت وهو قوله :
فإن ابن ليلي نالني بمقالة |
|
ولو سرت فيها كنت ممن ينيلها (٢) |
فالضمير في قوله : بمثلها ، يعود على : المقالة المذكورة في هذا البيت والمعنى : ممن ينيلهوها أي : ينيله إياها ، أي : ممن ينيلها ابن ليلي.
ومعنى لو سرت فيها : لو سرت في طلبها.
فإن قيل : كيف ينيله المقالة؟
فإن المعنى ينيله المقولة فيه ، كقولك : الخلق في معنى المخلوق.
وباقي الباب مفهوم.
باب حتى
مذهب سيبويه أن حتى من الحروف الخافضة ، وأنها إذا نصبت الفعل نصبته بإضمار" أن" كاللام لأن ما بعدها في الأسماء مخفوض إذا كانت غاية ، فلما وقع الفعل بعدها وكانت حروف الجر لا تعمل في الأفعال ، أضمرت" أن" بعدها فنصبت الفعل ، وكانت مع الفعل بمنزلة اسم تعمل فيه" حتى".
ومما يدل على أنها خافضة للأسماء دون أن يقدر بعدها" إلى" قولهم حتى م؟ وحتى مه؟ كما تقول : إلى م؟ ، وإلى مه؟ ، فسقطت الألف من" ما" كما تسقط مع سائر حروف الجر إذا دخلت عليها في الاستفهام.
واعلم أن (أن) لا تظهر بعد" حتى" ، كما تظهر بعد" إلى" لأن (إلى) لا تدخل إلا على الأسماء ، فألزموا (إلى) دخول (أن) لتظهر إسمية ما دخلت عليه ، قوة لزومها الخفض ، ومن أجل ذلك حسن ظهور (أن) بعد اللام المكسورة ، ولا يحسن ظهورها بعد حتى لأن عملها يبطل في أحواله فتدخل على الأسماء بمعنى حروف العطف. وتدخل على الأفعال في مواضع ،
__________________
(١) ديوان كثير ٧٨ / ٢ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤١٢ ، شرح النحاس ٢٧٠ ، شرح السيرافي ٤ / ٣١٧ ، المسائل البغداديات ٢٣٦ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٤٤ شرح المفصل ٩ / ١٣ ، حاشية الصبان ٣ / ٢٨٨ ، أوضح المسالك ٣ / ١٦٩ ، شرح شواهد المغني ١ / ٦٣ ، الخزانة ٨ / ٤٧٣.
(٢) ديوان كثير ٢ / ٧٨ ، شرح السيرافي ٤ / ٣١٧ ، الخزانة ٨ / ٤٧٧.