وأنشد للحطيئة :
* ألم أك جاركم وتكون بيني |
|
وبينكم المودة والإخاء؟ (١) |
أراد : ألم يجتمع الجوار وكون المودة يؤكد الحرمة بينه وبينهم والوسيلة.
وأنشد لدريد بن الصمة :
* قتلت بعبد الله خير لداته |
|
ذؤابا فلم أفخر بذاكا وأجزعا (٢) |
أي : ألم أجمع الفخر والجزع؟ أي : فخرت غير جازع.
يصف أنه قتل بأخيه عبد الله بن الصمة خير لداته. واللدة : الذي على سنه ، كأنه ولد معه في حين واحد. ثم قال : فلم أفخر بقتله وأنا جازع أن أقتل بقتله لعزتي ومنعتي.
وأنشد للأعشى :
* فقلت ادعي وأدعو إن أندى |
|
لصوت أن ينادي داعيان |
فنصب" وأدعو" لأنه جواب الأمر. ويروى : " وادع" عطف على معنى لتدعي ولأدع.
والندى : بعد الصوت.
يقول : ليجتمع مني ومنك الدعاء ، فذلك أبعد للصوت وأشد له.
وأنشد :
* للبس عباءة وتقر عيني |
|
أحب إلي من لبس الشفوف (٣) |
لا بد من نصب وتقر ، لأن قوله : للبس عباءة : مبتدأ ، وتقر : عطف عليه ، بمعنى : وأن تقر عيني وأحب خبر لهما وفضلهما مجتمعين على لبس الشفوف ولو انفرد أحدهما بطل المعنى المراد ، لأنه لم يرد للبس عباءة أحب إلي من لبس الشفوف ، وهي الرقاق من الثياب ، وإنما المعنى : للبس عباءة مع قرة العين والسرور ، أحب إلي من لبس الناعم الرقيق ، فلما كان المعنى يضطر إلى ضم" تقر" إلى" لبس" ليكون أحب لها ، اضطر إلى إضمار" أن" والنصب.
وأنشد لكعب الغنوي :
* وما أنا للشيء الذي ليس نافعي |
|
ويغضب منه صاحبي بقؤول (٤) |
__________________
(١) ديوانه ٢٦ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٢٥ ، المقتضب ٢ / ٢٩ ، شرح النحاس ٢٧٩ ، شرح السيرافي ٤ / ٣٦٦ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٧٣ ، المقتصد ٢ / ١٠٧٣ ، الرد على النحاة ١٢٨ ، مغني اللبيب ٢ / ٨٧٧ ، شرح ابن عقيل ٤ / ١٦ ، شرح شواهد المغني ٢ / ٩٥٠.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٢٥ ، الكامل ٤ / ٤٤ ، شرح السيرافي ٤ / ٣٦٧ ، المقتصد ٢ / ١٠٧٢ ، الرد على النحاة ١٢٨ ، شرح المفصل ٣٤ / ٧ ، اللسان (قتل) ١١ / ٥٤٧.
(٣) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٢٦ ، المقتضب ٢ / ٢٦ ، شرح السيرافي ٤ / ٣٦٨ ، الرد على النحاة ١٢٨ ، الجنى الداني ١٥٧ ، شرح المفصل ٧ / ٢٥ ، أوضح المسالك ٣ / ١٨٠.
(٤) الأصمعيات ٧٦ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٢٦ ، المقتضب ٢ / ١٧ ، شرح النحاس ٢٧٩.