الشعر لوقوع الاسم المبتدأ والخبر بعده ، وبعد ما كان في معناه من أسماء الزمان.
وأنشد للبيد :
* على حين من تلبث عليه ذنوبه |
|
يرث شربه إذ في المقام تدابر (١) |
فجازى" بمن" ، وأضاف" حين" إلى جملة الشرط.
يصف مجلسا فاخر فيه القبائل بين يدي بعض الملوك فظهر عليهم ، وقوله : على حين من تلبث عليه ذنوبه : أراد شدة الكلام في ذلك المجلس وأن من أبطأت عليه الحجة في الافتخار فقد غلب. والذنوب : الدلو ضربها مثلا للحجة. والتدابر : التقاطع ، لأن ما هم فيه من الشدة يحملهم على أن يتقاطعوا. ويروى تداثر : أي : تزاحم وتكاثر.
وكان المبرد يجيز المجازاة في جميع هذا الباب وينكر على سيبويه مذهبه.
واحتج الزجاج لسيبويه ، فقال : قبحت المجازاة بعد" إذا" لأن حق" إذا" أن يقع بعدها الفعل والفاعل والمبتدأ وخبره ، فلما وقع الشرط وجوابه بعدها ، وهما جملتان ، قبح ذلك من جهة اللفظ ، فإذا قلت : (أتذكر إذ نحن من يأتنا نأته) حسن لأنه وقع بعدها مبتدأ وخبر.
واستحسن سيبويه المجازاة بعد (لا) لأن" لا" لا تفصل بين العامل والمعمول فكان دخولها في الكلام كخروجها.
وأنشد لابن مقبل :
* وقدر ككف القرد لا مستعيرها |
|
يعار ولا من يأتها يتدسم (٢) |
فجازى" بمن" بعد" لا" ومعنى قوله : ككف القرد ، أي : هي حقيرة. وصفهم بصغر القدر لقلة خيرهم.
وأنشد لطرفة :
* ولست بحلال التلاع مخافة |
|
ولكن متى يسترفد القوم أرفد (٣) |
أراد ولكن أنا متى يسترفد القوم أي : يسألوني الرفد.
وأنشد للعجير السلولي :
* وما ذاك أن كان ابن عمي ولا أخي |
|
ولكن متى ما أملك الضر أنفع (٤) |
__________________
(١) ديوانه ٢١٧ ، الكتاب وشرح الأعلم ٤ / ٤٤١ ، شرح السيرافي ٤ / ٤٢٥ ، ٤٢٨ ، المقتصد ١٢ / ١١٠ ، الإنصاف ١ / ٢٩١ ، الهمع ٢ / ٦٢ ، الخزانة ٩ / ٦١.
(٢) ملحقات ديوانه ٣٩٥ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٤١ ، مجالس العلماء ٨٩.
(٣) شرح المعلقات ٤٢ ، الشعراء الستة للأعلم ٢ / ٤٨ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٤٢ ، شرح النحاس ٢٩٠ ، شرح السيرافي ٤ / ٤٢٦ ، الخزانة ٩ / ٦٦ ، المقاصد النحوية ٤ / ٤٢٢.
(٤) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٤٢ ، شرح النحاس ٢٩١ ، شرح السيرافي ٤ / ٤٢٧ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٥٣.