نصبها على الجواب ، ويروى : فيذرك يقال أذراه عن فرسه : إذا رمى به.
والقطاة : مقعد الردف ، وأخراها : آخرها. يقول لغلامه : صوب الفرس وارفق به ولا تحمل عليه بالجهد والمشقة.
وأنشد للشماخ :
* ودوية قفر تمشّي نعامها |
|
كمشي النصارى في خفاف اليرندج (١) |
المعنى : ورب دوية ، والدوية : الفلاة. واليرندج : الجلود السود. شبه سوق النعامة بها لسوادها ، واستشهد به على أنه لم يأت" لرب" بجواب. وقد خولف سيبويه في هذا ، وأنشد المخالف له بيتا فيه جوابها وهو قوله :
* قطعت إلى معروفها منكراتها |
|
وقد خب آل الأمعز المتوهج (٢) |
والعلة للخليل وسيبويه في ما زعما من حذف الجواب ، أن جواب" رب" جائز عند جميع النحويين أن يحذف إذا عرف معناه ، فيجوز أن يكونا حملا هذا البيت على ما يجوز وإن لم يكونا عرفا ما بعده ، أو يكونا أنشداه وحده.
وحذفه مشهور في القرآن وفي كلام العرب.
هذا باب الأفعال في القسم
اعلم أن" النون" دخلت مع" اللام" وحدها ، أن تدخل على الفعل في خبر إن للتأكيد ، وقد تدخل في خبر إن ومعها القسم فألزموها النون للفصل بين اللام الداخلة لجواب القسم والداخلة لغير القسم وبين هذه اللام وبين التي معها النون فصل من وجهين :
أحدهما : أن" اللام" التي معها" النون" لا تكون إلا للمستقبل ، والتي بغير نون تكون للحال. وقد يجوز أن يراد بها المستقبل.
والوجه الآخر من الفصل بينهما : أن المفعول به لا يجوز تقديمه على الفعل الذي فيه النون ، ويجوز تقديمه على الذي لا نون فيه ، لأن نية اللام فيه التقديم. ولا يجوز أن تقول : إن زيدا عمرا ليضربن ، ويجوز : إن زيدا عمرا ليضرب.
فإن قال قائل : إذا أردنا القسم على فعل الحال فكيف السبيل إليه؟ قيل له : يقع جواب القسم" بإن" ، ويكون الفعل المستقبل خبرا له ويراد به الحال ، كقولك : والله إن زيدا ينطلق ، وإن شئت أدخلت اللام فقلت : لينطلق ، والمعنى : واحد ، وإن شئت قلت : إن زيدا لينطلق ، فيستغني بدخولها على الاسم عن دخولها على الفعل المقسم عليه كقولك : أقسمت عليك إلا
__________________
(١) ديوانه ١١ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٥٤ ، شرح النحاس ٢٩٦ ، شرح السيرافي ٤ / ٤٧٣ شرح عيون الكتاب ١٥٥.
(٢) ديوان الشماخ ١١ ، انظر شرحه ١ / ٤٥٤ وانظر حواشي شرح عيون الكتاب ١٥٥.