* ولقد علمت لتأتين منيتي |
|
إن المنايا لا تطيش سهامها (١) |
أراد : والله لتأتين ، فحذف القسم لدلالة اللام والنون عليه.
وقوله : لا تطيش سهامها : أي لا تخطئ من بلغ أجله ، يقال : طاش السهم إذا عدل عن الرمية.
هذا باب الحروف التي لا تقدم فيها الأسماء
هذا الباب كلام سيبويه فيه واضح
وقوله : " وصار الفصل في الجزم والنصب أقبح منه في الجر لقلة ما يعمل في الأفعال من العوامل وكثرة ما يعمل في الأسماء منها".
يعني : أن الأسماء تعمل فيها الأفعال والحروف ، والأسماء والأفعال إنما تعمل فيها حروف معلومة قليل عددها.
وأجاز سيبويه تقديم الاسم في الجواب ورفعه بإضمار ، كما أجازه في الشرط وذلك قولك : " إن يأتني زيد يقل ذلك" ، فزيد : مرفوع بفعل مضمر يفسره ما بعده ، كأنه قال : " إن يأتني يقل زيد ذاك يقل" ، ولا يجوز أن يرتفع زيد بالابتداء إلا على إرادة الفاء ، ولا بد مع ذلك من رفع يقول.
وأنشد في إضمار فعل الشرط بعد" إن" :
* عاود هراة وإن معمورها خربا (٢)
وهراة : اسم موضع وهذا جائز في الكلام إذا كان الفعل ماضيا مع إن خاصة لأنها أصل الجزاء.
وأنشد في ما جاء مجزوما في غير" إن" ـ لعدي بن زيد :
* فمتى واغل ينبهم يحيو |
|
ه وتعطف عليه كأس الساقي (٣) |
أراد : فمتى ينبهم واغل ينبهم ، وهذا من أقبح الضرورات.
والواغل : الداخل على القوم يشربون ، ولم يدع. ومعنى ينبهم : ينزل بهم ويحل عليهم.
وأنشد في مثل هذا :
__________________
(١) شرح المعلقات العشر ٧٧ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٥٦ ، شرح النحاس ٢٩٨.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٥٧ ، شرح السيرافي ٤ / ٤٩٥ ، المقتضب ٢ / ٧٢ ، شرح المفصل ٩ / ١٠ اللسان (هرا) ١٥ / ٣٦١.
(٣) ديوانه ١ / ١٥٦ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٥٨ ، المقتضب ٢ / ٧٤ ، شرح السيرافي ٤ / ٤٩٥ ، المسائل البغداديات ٤٥٧ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٨٨ ، المقتصد ٢ / ١١٢٢ ، الإنصاف ٢ / ٦١٧ ، شرح المفصل ٩ / ١٠ ، الخزانة ٣ / ٤٦ ، اللسان (وغل) ١ / ٧٣٢.