* فلو أن الأطبا كان حولي (١)
ومن الحذف : حذف الفاء في جواب الشرط ، كما قال :
* من يفعل الحسنات الله يشكرها (٢)
ومن ذلك حذفهم الفتحة من عين «فعل» كقولهم في هرب : هرب ، وإنما يطرد حذفها في عين «فعل» و «فعل» ولكنهم قد يضطرون فيفتحون الساكن ، فيقولون في خفق : «خفق» ، وفي حشك ، «حشك».
فلما زادوا هذه الفتحة على الساكن ـ والسكون أخف من الفتح ـ كان حذف الفتحة أجدر.
ومن الحذف : حذف الضمة والكسرة في الإعراب ، كما قال :
* فاليوم أشرب غير مستحقب (٣)
وكقوله :
* إذا اعوججن قلت : صاحب قوم (٤)
قال سيبويه : «شبهوا هذا الضمات والكسرات المحذوفة بالضمة من عضد والكسرة من :فخد» حين قالوا : عضد وفخد. غير أن حذفها من عضد وفخذ مطرد في الشعر والكلام ؛ لأنه لا يزيل معنى ، ولا يغير إعرابا.
ومن الحذف أنهم يدخلون جزما على جزم إذا لم يكن فيه ساكنان كقولك : «لم يشتر زيد شيئا» ، فإنما ذلك لأنه في حال الجزم متحرك ، والجازم يسكن آخر الفعل ، فشبه هذا بما يسكن آخره للجزم.
ومن الحذف أنهم يجرون هاء التأنيث في الوصل مجراها في الوقف كما قال :
* لما رأى ألا دعه ولا شبع (٥)
ومن الحذف إقامتهم الصفة مقام الموصوف في الموضع الذي يقبح في الكلام مثله ، كقوله :
* فيا الغلامان اللذان فرا (٦)
أراد : «فيا أيها الغلامان».
__________________
(١) شرح السيرافي ٢ / ٨٧ ، الإنصاف ١ / ٣٧٤ ، الخزانة ٥ / ٢٢٩.
(٢) المقتضب ٢ / ٧٢ ، مجالس العلماء ٢٦١ ، شرح النحاس ٢٨٦ ، شرح السيرافي ٢ / ٩٢.
(٣) كتاب شرح الأعلم ٢ / ٢٩٧ ، الشعر والشعراء ١ / ٩٨ ـ ٢ / ٩١٨ ، الأصمعيات ٤٠.
(٤) شرح الأعلم ٢ / ٢٩٧ ، الشعر والشعراء ٢ / ٨١٩ ، الخصائص ١ / ٧٥ ـ ٢ / ٣١٧.
(٥) إعراب القرآن للزجاج ٢ / ٢٠٤ ، شرح السيرافي ٢ / ١٠٦ ، الخصائص ١ / ٦٣ ـ ٢ / ٣٥٠.
(٦) شواهد المقتضب ٤ / ٢٤٣ ، شرح السيرافي ٢ / ١٠٧ ، شرح المفصل ٩٢.