بين" لن" وما تدخل عليه ، فكذلك" السين" و" سوف".
فاعلم ذلك.
هذا باب الحروف التي يجوز أن يليها
بعدها الأسماء ويجوز أن يليها بعدها الأفعال
قال في الباب : سألت الخليل عن قول العرب : انتظرني كما آتيك
اعلم أن الفعل يرتفع بعد كما من وجوه : منها أن تجعل الكاف التي للتشبيه مع" ما" كشيء واحد يليها الفعل ، فرفع الفعل بعدها كما رفع بعد" ربما" ، وجعلت بمعنى" لعل" والفعل للاستقبال دون الحال وفيه معنى" كي" وإن ارتفع الفعل كقولك للرجل :
" ائتني لعلي أذهب معك" وإنما صار كذلك ، لأن ، " لعل" فيها طمع والذي يفعل الفعل ملتمسا لكون الشيء كثيرا في الألفاظ.
ومنها : أن يكون" ما" في" كما" وما أبعدها من الفعل بمنزلة المصدر كقولك : " أزورك كما تزورني" ، أي" أزورك كزيارتك إياي" ، ومن هذا قوله :
* لا تشتم الناس كما لا تشتم
أي : أترك شتمهم كتركهم شتمك إن تركت شتمهم.
والوجه الثالث : أن يكون" كما" وقتا ، كقولك : " ادخل كما يسلم الإمام" أي : في ذلك الوقت.
والوجه الرابع : أن تفيد التشبيه خاصة ، تقول : " أنا عندك كما أنت عندي" ، " فكما" بجملتها مفيدة للتشبيه ، وعلى هذا تجعل" ربما" بجملتها بمعنى" رب" غير أنها لا تخفض.
وأجاز الكوفيون النصب" بكما" على معنى" كيما" ، ولم يجز البصريون ذلك ، ووافق الكوفيون المبرد واستحسن قولهم وأظهر وجوه معاني" كما" في ما أنشده سيبويه في آخر الباب.
معنى" لعل" كأنه قال : " لا تشتم الناس لعلك لا تشتم" ، وكذلك قول أبي النجم :
* قلت لشيبان : ادن من لقائه |
|
كما تغدي الناس من شوائه (١) |
معناه : ادن من لقائه لعلنا نغدي القوم من شوائه إذا دنوت من لقائه وصدته وشيبان : ولد أبي النجم.
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٦١ ، المسائل البغداديات ٢٩٠ ، مجالس ثعلب ١ / ١٥٤ ، شرح السيرافي ٤ / ٥٠٤ ، الإنصاف ١ / ٥٩١.