ووجه الضرورة ـ على مذهب سيبويه ـ أن تريد اليمين ولا تدخل في خبرها اللام ، ولا تفتحها وأنت تريد اليمين ؛ لأن فتحها ، إنما يكون إذا أردت بها معنى" الياء" ـ فاعلمه.
وأنشد سيبويه :
* ألم تر إني وابن أسود ليلة |
|
لنسري إلى نارين يعلو سناهما؟ (١) |
فكسر" إن" من أجل اللام وألغى قوله : " ألم تر" ، وعلقه بالجملة ومعناه : " ألم تعلم" ، ولا يجوز أن يكون من رؤية العين لأنها فعل مؤثر لا يجوز إلغاؤه.
هذا باب" أن" و" إن"
بين سيبويه في هذا الباب أن دخول" إن" بعد" ما" يبطل عمل" ما" في قول أهل الحجاز ، وهو يرد قول المبرد لأن" إن" وحدها لو دخلت على اسم لعملت كعمل" ما" : " إن زيد قائما" ، ولو كانت تعمل وحدها ما أبطلت عمل" ما" ، بل كانت تؤكد عملها.
وأنشد سيبويه لفروة بن مسيك :
* وما إن طبنا جبن ولكن |
|
منايانا وطعمة آخرينا (٢) |
فألغى" ما" لدخول : " إن" عليها.
ومعنى البيت : أنه أخبر أنهم لم ينهزموا من جبن ، ولكن حضرت مناياهم فقتلوا ، وغنم قوم آخرون فصارت طعمة لهم.
هذا باب من أبواب" أن" التي تكون والفعل بمنزلة مصدر
أنشد سيبويه في هذا الباب.
* إني رأيت من المكارم حسبكم |
|
أن تلبسوا حر الثياب وتشبعوا (٣) |
" رأيت" هنا : من رؤية القلب. و" حسبكم" : المفعول الأول ، ومعناه : كافيكم. و" أن تلبسوا" ، المفعول الثاني ، والتقدير : إني عملت الكافي لكم لبس الثياب.
وقوله : " من المكارم" : تبيين ، وليس من المفعولين في شيء ، ولو قدرته في موضع
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٧٤ ، شرح السيرافي (٤ / ٥٧١ ، ٥٧٥) شرح ابن السيرافي ٢ / ١٤٠ ، حاشية الصبان ١ / ٢٧٥ ، المقاصد النحوية ٢ / ٢٢٢ ، اللسان (سنا) ١٤ / ٤٠٣.
(٢) الكتاب ١ / ٤٧٥ ، ٢ / ٣٠٥ ، الكتاب ٣ / ١٥٣ ، المقتضب (١ / ٥١ ، ٢ / ٣٦١) الكامل ١ / ٣٤١ ، شرح السيرافي ٤ / ٥٨١ ، المسائل البغداديات ٢٨٠ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٠٦ ، المنصف ٢ / ١٢٨ ، الخصائص ٣ / ١٠٨ ، فرحة الأديب ٢٠٢ ، شرح ملحة الإعراب ١٢٧٤ ، شرح المفصل ٥ / ١٢٠ ، الجنى الداني ٣٢٧ ، مغني اللبيب ١ / ٣٨ ، شرح شواهد المغني ١ / ٨١ ، الخزانة ٤ / ١١٢ ، اللسان (طبب) ١ / ٥٥٤.
(٣) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٧٥ ، شرح النحاس ٣٠٥ ، شرح السيرافي (٤ / ٥٨٤ ، ٤٩١) ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٦٨ ، الهمع ٢ / ٣ ، الخزانة ٤ / ٧١.