فحذف" أن" من" يغني". والمنهمر : المنصب ، والجون : الأسود ، والرباب : سحاب دون سحاب. والسكوب : الصبوب.
وأنشد :
* فأما كيّس فنجا ولكن |
|
عسى يغترّ بي حمق لئيم (١) |
فحذف" أن" ويقال : أحمق وحمق ، كما يقال أشعث وشعث ، وله نظائر كثيرة.
والكيس : ضد الأحمق.
وأنشد في استعمال" كاد" بأن ـ لرؤبة :
* قد كاد من طول البلى أن يمصحا (٢)
يصف منزلا قدم عهده وأبلاه الزمان حتى كاد يعفو رسمه ويخفى أثره.
وأنشده ـ في حذف" أن" بعد" يوشك" ـ لأمية بن أبي الصلت :
* يوشك من فر من منيته |
|
في بعض غراته يوافقها (٣) |
أراد : يوشك أن يوافق منيته في بعض غراته من فر منها ، والغرات : جمع غرة وهي الإعراض عن الشيء والغفلة عنه.
قال : " وسألت الخليل عن قول الفرزدق :
* أتغضب إن أذنا قتيبة حزتا |
|
جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم (٤) |
فقال : لأنه قبيح أن تفصل بين أن والفعل فلما قبح ذلك ، حملوه على إن لأن الأسماء قد تقدم فيها ، فحكى هذا سيبويه عن الخليل ولم يخالفه فيه.
وقد رده المبرد وتوهم أنه إذا كسر" إن" ، فلا يجوز أن تكون أذناه محزوزتين لأن : " إن" توجب الاستقبال ، وقد أحاط العلم أن الفرزدق قال هذا الشعر بعد قتل قتيبة وحز أذنيه.
وليس الأمر ما ظنه ، وذلك أن العرب قد تضع المستقبل مكان الماضي كقوله عز وجل : (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ) [الرعد : ٥].
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٧٨. شرح السيرافي ٢ / ٦٣ ، الخزانة ٩ / ٣٢٨.
(٢) ديوانه ١٧٢ ، الكتاب وشرح الأعلم ١٧٢ ، الكامل ١ / ١٩٥ ، المقتضب ٣ / ٧٥ ، شرح النحاس ٣٠٧ ، شرح السيرافي ٤ / ٥٨٨ ، المقتصد ١ / ٣٦٠. الإنصاف ٢ / ٥٦٦ ، شرح المفصل ٧ / ١٢١ ، الخزانة ٩ / ٣٤٧ ، اللسان (مصح) ٢ / ٥٩٨.
(٣) ديوان أمية ٤٢ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤٧٩ ، الكامل ١ / ٧١ ، شرح السيرافي ٤ / ٥٩٠ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٦٧ ، شرح المفصل ٧ / ١٢٦ ، أوضح المسالك ١ / ٢٢٥ ، شرح ابن عقيل ١ / ٣٣٣ ، الهمع ١ / ١٢٩ ، حاشية الصبان ١ / ٢٦٢ ، اللسان (كأس).
(٤) ديوانه ٢ / ٨٥٥ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٧١ ، شرح النحاس ٣٠٨ ، شرح السيرافي ٤ / ٥٩٠ ، الجنى الداني ٢٢٤ ، مغني اللبيب (١ / ٣٩ ، ٥٤ ، ٥٥) شرح شواهد المغني ١ / ٨٦ ، همع الهوامع ٢ / ١٩.