الحطيئة :
* فيه الرماح وفيه كل سابغة |
|
بيضاء محكمة من نسج سلام (١) |
أراد : «سليمان».
وقال دريد :
* فإن تعقب الأيام والدهر تعلموا |
|
بني قارب أنا غضاب لمعبد (٢) |
يعني : «عبد الله أخاه».
وإنما ذلك ؛ لأنه يرجع إلى معنى العبودة. وكذلك سلام وسليمان اشتقاقهما من السلامة.
وأما ما لا يجوز في الشعر ولا في الكلام : فالغلط الذي يغلط الشاعر في اسم أو غيره مما يظن أن الأمر على ما قال ، كقوله :
* والشيخ عثمان أبو عفان (٣)
فظن أن عثمان يكنى : «أبا عفان» ؛ لأن اسم أبيه عفان ، وإنما هو أبو عمرو. فهذا مما لا يجوز.
وقد يبدل بعض العرب حروفا من حروف ، ولا يجري ذلك مجرى الضرورة ، لأن ذلك لغتهم كما قال ذو الرمة :
* أعن ترسمت من خرقاء منزلة (٤)
أراد : أأن ترسمت ، فأبدل من إحدى الهمزتين عينا كراهية لاجتماعهما. وهذا يسمى عنعنة تميم.
وقد يبدل بعضهم من كاف المؤنث شيئا ، وهذه اللغة في بكر بن وائل ، وتسمى كشكشة بكر.
قال الشاعر :
* فعيناش عيناها وجيدش جيدها |
|
سوى أن عظم الساق منش دقيق (٥) |
ومنهم من يبدل الياء جيما في الوقف ، وأكثر ما يكون في المشددة.
قال الشاعر :
__________________
(١) شرح السيرافي ٢ / ١٤٢ ، المزهر ٢ / ٥٠٠ ، اللسان ١ ـ ١ / ١٠٥.
(٢) جمهرة اللغة ٣ / ٢٤١ ، الأصمعيات ١٠٦ ، شرح السيرافي ٢ / ١٢٥.
(٣) المسائل العسكرية ٢١٦ ، الوساطة ٢٠ ، شرح السيرافي ٢ / ١٥٢.
(٤) ديوان ذي الرمة ٥٦٧ ، مجالس ثعلب ١ / ٨١ ، شرح السيرافي ٢ / ١٣١ ، الخصائص ٢ / ١١.
(٥) ديوان المجنون ٢٠٧ ، الكامل ٣ / ١٣٣ ، أمالي القالي ٣ / ٦٣ ، الخصائص ٢ / ٤٦٠.