* كذبتك عينك أم رأيت بواسط |
|
غلس الظّلام من الرباب خيالا؟ (١) |
فإنه يكون على أنه خبر بكذب عينه إياه ، كأنها تمثلت لعينه ثم لم تدم على ذلك ، فقال : كذبتك عينك ثم أدركه ظن بأن ذلك كان في النوم ، فقال : أم رأيت بواسط خيالا ، وقد يخبر الشاعر بالشيء ثم يرجع عنه إما بتكذيب ، وإما بتشكيك فيه.
كقول زهير :
* بلى وغيّرها الأرواح والديم
بعد أن قال : " لم يعفها القدم".
ويجوز أن يكون على حذف الألف من : " أكذبتك" على تقدير أيهما كان ، كأنه قال : أتمثلت لك في اليقظة كفكرك فيها على غير حقيقة ، أم رأيتها في النوم؟
وعلى هذا قال الأسود بن يعفر :
* لعمرك ما أدري وإن كنت داريا |
|
شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر (٢) |
فلا بد فيه من تقدير الألف لأنه يهجو هذه القبيلة ، فيقول : لم تستقر على أب ، لأن بعضا يعزونها إلى سهم وبعضا يعزونها إلى منقر.
وعمر بن أبي ربيعة :
* لعمرك ما أدري وإن كنت داريا |
|
بسبع رمين الجمر أم بثمان (٣) |
أراد : " بسبع" أم" بثمان" على تقدير : ما أدري بأيهما رمين.
وأما قول كثير :
* أليس أبي بالنضر أم ليس والدي |
|
لكل نجيب من خزاعة أزهرا (٤) |
" فأم" فيه منقطعة ، والكلام جملتان ، ومعناه : تقدير شيء بعد شيء ، كأنه قال : أليس أبي
__________________
(١) ديوان الأخطل ٤١ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٨٤ ، الكامل ٢ / ٢٤٥ ، المقتضب ٣ / ٢٩٥ ، شرح النحاس ٣٠٩ ، شرح السيرافي ٤ / ٦٢١ ، ٦٢٦ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٦٧ ، فرحة الأديب ٢٠١ ، مغني اللبيب ١ / ٦٦ شرح شواهد المغني ١ / ١٤٣ ، الخزانة ١١ / ١٣١.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٨١ للأسود بن يعفر ، الكامل ٣ / ١٧٨ ، المقتضب ٣ / ٢٩٤ ، شرح السيرافي ٤ / ٦٢٢ ، ٦٢٦ ، مغني اللبيب ١ / ٦١ ، شرح شواهد المغني ١ / ١٣٨ ، الهمع ٢ / ١٣٢ ، حاشية الصبان ٣ / ١٠١ ، الخزانة ١١ / ١٢٨.
(٣) ديوانه ٥٨ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٨٥ ، الكامل ٢ / ٢٤٥ ، المقتضب ٣ / ٣٩٤ ، شرح السيرافي ٤ / ٦٢٢ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٥١ ، الجني ٣١ (بثماني) ، شرح المفصل ٨ / ١٥٤ ، مغني اللبيب ٧١ ، شرح ابن عقيل ٣ / ٢٣٠ ، شرح شواهد المغني ١ / ٣١ ، الهمع ٢ / ١٣٢ ، الخزانة ١١ / ١٢٢.
(٤) ديوانه ١ / ١٩ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٨٥ ، المقتضب ٣ / ٢٩٣ ، شرح النحاس ٣٠٩ ، شرح السيرافي ٤ / ٦٢٢ ، ٦٢٧ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٤٥.