بالنضر؟ ، أليس والدي لكل نجيب؟ ، وإنما قال : أليس أبي بالنضر؟ ، لأنه ادعاء من ولد خزاعة من ولد النضر بن كنانة ، وكثير من خزاعة ، والنضر أبو قريش ، فانتسب إليه.
هذا باب أو
تقول : أيهم تضرب أو تقتل .... ومن يأتيك أو يحدّثك.
قوله : أيهم تضرب أو تقتل : ادعاء السائل أن سواء من ضرب أو قتل يقع بواحد منهم لا يعرفه بعينه ، فإذا سأل عن ذلك : أجيب عن الاسم ، فقيل له : ضرب ، أو قيل له : قتل.
وإذا قال : من يأتيك أو يحدثك؟ فقد سأله عن اسم يقع فيه أحد هذين الفعلين ، فالجواب أن يقول : " زيد" ، فيعرفه بعينه ثم يسأله عن أحد فعليه كما تقدم في الذي قبله.
وأنشد سيبويه لزفر بن الحارث ، والصحيح أنه لجحاف بن حكيم السلمي. (١)
* أبا مالك هل لمتني مذ حضضتني |
|
على القتل أم هل لامني لك لائم (٢) |
فأم هنا منقطعة. ولو قال : " أو هل لامني" لجاز ، لأن معناهما متقارب ، ولا فرق بينهما إلا أن" أو" من كلام واحد و" أم" من كلامين. ومعنى قوله : مذ حضضتني على القتل ، أن الأخطل قال للجحاف في مجلس عبد الملك بن مروان :
ألا تسأل الجحاف هل هو ثائر |
|
لقتلي أصيبت من سليم وعامر |
وهم قوم الجحاف بن حكيم ، فخرج الجحاف مغضبا فجمع لبني ثعلب فأوقع بهم بالبشر وقيعة عظيمة ثم قال للأخطل في قصيدة له :
أبا مالك هل لمتني مذ حضضتني ـ البيت.
وأنشد لمالك بن الريب :
* ألا ليت شعري هل تغيرت الرحا |
|
رحا الحزن أم أصبحت بفلج كما هي (٣) |
وينشد أم أضحت وهي منقطعة هنا ؛ لأنها لا تكون للتسوية إلا بعد الألف خاصة.
ومثل هذا قول علقمة :
* هل ما علمت وما استودعت مكتوم |
|
أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم؟ |
أم هل كبير بكى لم يقض عبرته |
|
إثر الأحبة يوم البين مشكوم؟ (٤) |
__________________
(١) في الكتاب ١ / ٤٨٦ ، وفي الطبعة المحققة ٣ / ١٧٦.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٨٦ ، الكتاب ٣ / ١٧٦ ، الطبعة المحققة ، شرح السيرافي ٤ / ٦٢٩ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٣٨.
(٣) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٨٥ ، القالي ٣ / ١٣٧ ، شرح السيرافي ٤ / ٦٣٠ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١١٣ ، الخزانة ٢ / ٢٠٢. اللسان (مثل) ١١ / ٦١٦.
(٤) ديوانه ١٢٩ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٨٧ ، المفضليات ٣٩٧ ، المقتضب ٣ / ٢٩٠ ، شرح ـ