ويجوز" أم تناهي" ، فإذا كانت" أو" فهو من : طال يطيل بغير استفهام كقولك : لأضربنه قام أو قعد.
وإذا كان" بأم" : فألف أطال للاستفهام دخلت على طال يطول ، والأجود" أو" بغير استفهام. وهو الكثير من الكلام ؛ لأن معناه كائنا ما كان.
ومثله :
* فلست أبالي بعد يوم مطرف |
|
حتوف المنايا أكثرت أو أقلت (١) |
أي : لا أباليها ، كانت كثيرة الإهلاك أو قليلة.
يصف أن هذا المفقود لعظيم مصابه قد استوى عنده من أجل فقده قليل الموت في من بقي بعده وكثيره.
هذا باب" الواو" التي تدخل عليها ألف الاستفهام
اعلم أن ألف الاستفهام تقع ـ من حروف العطف ـ على" الفاء" و" الواو" و" ثم" وتتقدمهن. ولا يتقدم شيء من حروف الاستفهام على حروف العطف سوى" الألف" ، بل حروف العطف تدخل عليهن وتتقدمهن ، فأما : " أم" ـ وهي من حروف الاستفهام ـ فإنها لا تدخل على حروف العطف ولا تدخل عليها حروف العطف ؛ لأنها ، وإن كانت للاستفهام ، فهي للعطف ، ولا تكون مبتدأة كما لا تكون حروف العطف مبتدأة ، ومن أجل ذلك تدخل" أم" على" هل" وعلى الأسماء التي يستفهم بها ، كما تدخل حروف العطف عليها.
فإذا دخلت" أم" على الاستفهام ، فإنما من حيث كانت عطفا لا من حيث كانت استفهاما.
وإنما صارت" الألف" تدخل على حروف العطف ، ولم تدخل" هل" عليهن ، لأن ألف الاستفهام قد تدخل على بعض الكلام ، ولا يكون ما بعدها كلاما تاما كقولك لمن قال : ضربت زيدا : أزيدنيه؟ ويقول الرجل : مررت بزيد ، فيقال : أبزيدنيه؟ ، وهو بعض الجملة ، ولا يجوز شيء من ذلك في" هل". فلما كان المعطوف مع حرف العطف بعض الجملة ، اقتطعت بالألف من الجملة المعطوف ، ولم يجز اقتطاعه" بها" لما ذكرته.
فإذا قال القائل : هل وجدت فلانا عند فلان؟ فقال المجيب : أو هو ممكن يكون عنده؟ فكلام المخاطب عطف على كلام المتكلم باستفهام وغير استفهام. فأما غير الاستفهام. فإن القائل إذا قال : جاءني زيد ، جاز أن يقول المخاطب : وأقام عندك؟ أو فأقام عندك؟ ، أو ثم أقام عندك؟ ، فإذا عطف واستفهم ، كان حرف العطف (بعد) حرف الاستفهام إن كان
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٩٠ ، شرح السيرافي ٤ / ٦٥٣ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٤٩.