فصرف حراء لمّا أراد به المكان ، وعلى هذا تجري أسماء الأرضين فاعلم ذلك.
هذا باب أسماء القبائل والأحياء
وما يضاف إلى الأم والأب
ذكر سيبويه في هذا الباب أن العرب لا تقول : هذا تميم ، على معنى : هذا حي تميم لئلا يلتبس اللفظ بالإخبار عن تميم ، وكان القياس أن يقال على قوله عز وجل : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا) [يوسف : ٨٢] ففصل سيبويه بينهما لوقوع اللبس ، وكأن القرية كثر استعمالها عبارة عن الأهل ، فلا يقع اللبس فيها إذا أضيف فعل إليها.
وأنشد في أنّ" أبا القبيلة" جعل لفظه عبارة عن القبيلة لهند بنت بشير في روح ابن زنباع :
* بكي الخز عن روح وأنكر جلده |
|
وعجت عجيجا من جذام المطارف (١) |
فجعل" جذام" ـ وهو أبو القبيلة ـ اسما لها. فلم يصرف ، وجذام قبيلة روح ـ والمطارف : الثياب المعلمة الأطراف.
وأنشد للأخطل :
* فإن تبخل سدوس بدرهميها |
|
فإن الريح طيبة قبول (٢) |
فلم يصرف" سدوس" لأنه جعله اسما للقبيلة ، وهو في الأصل اسم للأب. وإنما قال الأخطل هذا : لأنه مدح رجلا من العرب ففرض له على أحباء من قبيلة درهمين درهمين على كل واحد منهم فقضاه كل رجل من كل حي درهمين إلا" سدوس" فقال هذا مستقصرا لهم معرضا بهم للهجاء.
وكان المبرد يقول" سدوس" اسم امرأة وهي بنت ذهل بن شيبان ، وذكر محمد بن حبيب في كتابه" القبائل" ما يدل على صحة ما قال سيبويه ، قال في كتابه المذكور : سدوس بن دارم بن مالك وسدوس بن ذهل بن ثعلبة بن بكر بن وائل وفي طيىء سدوس بن أصمع بن نبهان.
واعلم أن الذي لا يقال فيه بنو فلان على ضربين :
أحدهما : أن يكون لقبا للحي ولم يقع اسما ولا لقبا لأب.
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٥ ، المقتضب ٣ / ٣٦٤ ، ما ينصرف وما لا ينصرف ٥٧ ، شرح النحاس ٣١٢ ، شرح السيرافي ٤ / ١٠٥ ، جمهرة الأنساب ٣٦٤.
(٢) ديوان الأخطل ١٢٦ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٦ ، شرح النحاس ٣١٣ ، شرح السيرافي ٤ / ١٠٥ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٢٣٣ ، الخصائص ٣ / ١٧٦ ، فرحة الأديب ١٣٧ ، اللسان (سدس) ٦ / ١٠٥ ، (قبل) ١١ / ٥٤٥.