و" رأيت ذوا" و" مررت بذوا" بمنزلة عصى ورمى لأن أصله فعل. وكان الخليل يقول هذا ذو ، فيجعله فعلا بتسكين العين.
وكان الزجاج يذهب مذهب الخليل. ومن حجة الخليل أن الحركة غير محكوم عليها إلا بثبت ، ولم يقم الدليل على أن العين متحركة. والدليل عند سيبويه ذواتا.
وذكر من يحتج للخليل ، أن الاسم إذا حذفت لامه ، بني فردّ إليه اللام وحركت العين ، وإن كان أصلها السكون كقولهم يديان." ويد" عندهم" فعل" في الأصل ، ولكنها لما حذفت اللام فوقع الإعراب على الدال ثم ردوا المحذوف لم يسلبوا الدال الحركة ، وجعلت الحركة فتحة لخفتها. وذكر سيبويه أنه يقال : واحد اثنان فيشم الواحد الضم وإن كان مبنيا ؛ لأنه متمكن في الأصل ، وما كان متمكنا إذا صار في موضع غير متمكن جعل له فضيلة على ما لم يكن متمكنا قط.
وأنشد سيبويه ـ في تذكير اسم الحرف إذا قصد به الحرف دون الكلمة ـ للراجز :
* كافا وميمين وسينا طاسما (١)
وفي بعض النسخ" طامسا" ، وهما بمعنى يقال : طمس الأثر وطسم : إذا عفا وتغير.
وأنشد للراعي :
* كما بينت كاف تلوح وميمها (٢)
فقال : " بينت" وأنث.
وأنشد في تأنيث" ليت".
* ليت شعري مسافر بن عم |
|
ر وليت يقولها المحزون (٣) |
فأنث : " يقولها". وينشد : مسافر بالرفع والنصب. فمن رفع فتقديره : ليت شعري خبر مسافر بن أبي عمرو ، فحذف خبر وأقام مسافر مقامه في الإعراب.
ـ ومن نصبه : نصبه" بشعري" وحذف الخبر ، ويجوز أن يكون" مسافر" منادى ، والشعر لأبي طالب يرثي مسافرا.
وأنشد لأبي زبيد :
* ليت شعري وأين مني ليت؟ |
|
إن ليتا وإن لوا عناء (٤) |
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٣١ ، المقتضب ٤ / ٤٠ ، شرح النحاس ٣١٤.
(٢) شرح الأعلم ٢ / ٣١ ، المقتضب (١ / ٢٣٧ ، ٤ / ٤٠ ، شرح السيرافي ٤ / ١١٠ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٣١٨ ، شرح المفصل ٦ / ٢٩.
(٣) ديوانه ٧ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٣٢ ، شرح النحاس ٣١٥ ، شرح السيرافي ٤ / ١١١ ، الخزانة ١٠ / ٤٦٣.
(٤) ديوانه ٢٤ ، شرح الأعلم ٢ / ٣٢ ، المقتضب ١ / ٢٣٥ ، ٤ / ٣٢ ، ٤٣ ، ما ينصرف وما لا ينصرف ٦٥ ، ـ ـ