المطر كل ما كان مما كان يبلغه المطر ويعرف ، ومما كان لا يبلغه المطر وينكر بلوغه إياه.
قال المبرد : غلط سيبويه في هذا ، وليس في بنات الأربعة من الفعل عدل ، وإنما" قرقار" و" عرعار" حكاية للصوت ، كما يقال : غاق وغاق ، ولا يجوز أن يقع (عدل) في ذوات الأربع ، لأن العدل إنما يقع في الثلاثة ، لأنه يقال فيه : فاعلت إذا كان من كل واحد فعل فيقع فيه تكثير الفعل ، كقولك : ضربت وقتلت وما أشبه ذلك.
وقال الزجاج : باب فعال في الأمر أن يراد بها التوكيد والدليل على ذلك أن أكثر ما يجيء منه مبني مكرر كقولهما :
حذار من أرماحنا حذار |
|
تراكها من إبل ترّاكها |
وذلك عند شدة الحاجة إلى هذا الفعل.
وحكى المبرد عن المازني مثل قوله ، وحكى المازني عن الأصمعي عن أبي عمرو مثله.
وقوله سيبويه أصح ، وذلك أن حكاية الصوت إذا حكوا كرروا فلا يخالف الأول الثاني ، كما قالوا : غاق غاق ، وحاي حاي ، وقد يصرفون الفعل من الصوت المكرر فيقولون : عرعرت وقرقرت ، وإنما الأصل : عار عار وقار قار ، فإذا صرفوا الفعل منه غيروه إلى وزن الفعل ، فلما قال : عرعار وقرقار ، فخالف اللفظ الأول الثاني علم أنه محمول على عرعر وقرقر. وعرعر : لعبة للصبيان ، وكذلك خراج ، ومعناه : اخرجوا.
وأنشد للمتلمس :
* (جماد لها جماد) ولا تقولي |
|
طوال الدّهر ما ذكرت : حماد |
" فجماد" : معدولة عن الجمود في المعنى لا في اللفظ ، وكأنه في الحقيقة معدول عن الجمدة ، و" حماد لها" وهو اسم المحمدة ، كما كان يسار اسما للميسرة.
وأنشد للأعشى في ما أجرى مما في آخره الراء مجرى غيره :
* ومر دهر على وبار |
|
فهلكت جهرة وبار (١) |
فرفع" وبار" وجرها وأجراها مجرى" قطام" وغيرها في لغة بني تميم.
و" وبار" : اسم أرض أو أمة هلكت في الزمان الأول. وأول هذه القصيدة :
ألم تروا أمما وعادا |
|
أودى بها الليل والنهار (٢) |
__________________
(١) ديوان الأعشى ١٩٤ ، وشرح الأعلم ٢ / ٤١ ، المقتضب ٣ / ٥٠ ، ٣٧٦ ، ما ينصرف وما لا ينصرف ٧٧ ، شرح السيرافي ٤ / ١١٧ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٢٣٩.
(٢) ديوانه ١٩٤ ، شرح السيرافي ٤ / ١١٧ ، شرح الأعلم ٢ / ٤١.