* لقد رأيت عجبا مذ أمسا |
|
عجائزا مثل الأفاعي خمسا (١) |
وهذا قليل لأن الخفض بعد مذ قليل ـ فاعلمه.
باب الظروف المبهمة غير المتمكنة
قال في هذا الباب : " ويدلّك على أن قبل وبعد غير متمكنين أنه لا يكون فيهما مفردتين ما يكون فيهما مضافتين. لا تقول : هذا قبل كما تقول هذا قبل العتمة.
هذا حكاه سيبويه ولم يخالف فيه.
واحتج بعضهم في امتناع جوازه ؛ لأنه لا فائدة فيه ؛ لأن الفائدة في التوقيت بما قد أضيف إليه ، فإذا حذف ، زالت الفائدة. ويلزم صاحب هذا القول أن يكونا لا فائدة فيهما إذا حذف ما أضيفا إليه في غير الخبر.
والعلة الصحيحة في ذلك : أن" قبل" و" بعد" إذا كانا خبرين فقد حذف من الكلام ما يعمل في الظروف كقولنا : " زيد قبل عمرو" ، والتقدير فيه : " استقر قبل عمرو" فإذا حذفنا ما قبله في التقدير صار ذلك إجحافا فتجنبوه.
وقوله في لدن : إنها لا تقع في جميع مواضع عند فضعيف.
يعني : أن عند اتسعوا فيها فقالوا : " عندي مال" ، وإن كان نائبا ، ولا يقولون ذلك في" لدن" ، فجعلت بمنزلة" قط" لأنها غير متمكنة ، وكذلك : " قط" و" حسب" إذا أردت : " ليس إلا" و" حسب" في البناء مثل" قط" إلا أنهم بنوه على حركة.
وإذا أردت" قط" المشددة التي هي لما مضى من الدهر كانت مبنية على الضم لامتناع الساكنين ، وشبهوه" بمنذ" لأنه في معنى : " ما رأيته منذ كنت".
قال : " وسألته عن معكم ومعي. لأي شيء (لم يبن على السكون)؟ فقال : لأنها استعملت غير مضافة اسما كجميع. ووقعت نكرة وذلك قولك. جاءا معا.
فلما حركت في هذا الموضع المذكور المفرد وجب تحريكها في الإضافة ، وإنما وجب إفراده في هذا الموضع ، لأنا إذا أضفنا فقلنا : " ذهب زيد مع عمرو" فقد ذكرنا اجتماعه مع عمرو وأضفنا" مع" إلى غير الأول ، فإذا قلنا : " ذهبنا معا" فليس في الكلام غيرهما تضيف" مع إليه" ، ولا يجوز أن تضيف" مع" إليهما كما لا تقول : " ذهب زيد مع نفسه" ونصب" معا" على الحال في قولك : " ذهبا معا" ، ويجوز أن يكون ظرفا ، كأنه قال : ذهبا في وقت اجتماعهما ، وقد يسكن في الشعر ، يشبه" بلدن" ، و" بهل" وما أشبه ذلك من المسكنات.
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤٤ ، ما ينصرف وما لا ينصرف ٩٥ ، شرح السيرافي ٤ / ١٢٢ شرح عيون الكتاب ٢٠٨ ، أوضح المسالك ٣ / ١٥٤ ، شرح المفصل ٤ / ١٠٦ ، الهمع ١ / ١٧٥ ، الخزانة ٧ / ١٦٧.