* لها فرط يكون ولا تراه |
|
أماما من معرسنا ودونا (١) |
فنصب" أمام" و" دون" على الظرف ونونهما ؛ لأنه أفاد النكرة.
واعلم أن السبب في حركة آخر" ذية" ، أنا لو أسكناها لوجب أن نجعلها أبدا هاء ، فكانت تذهب التاء وهي أصل التأنيث ، ويجوز أن يكون أيضا أن لو تركوها على حال لتوهم أنها هاء أصلية ، وعلى أن سيبويه قد جعلها بمنزلة عشر في : " خمسة عشر" ففتح آخرها لذلك.
قال : " وسألت الخليل عن شتان فقال فتحها كفتحة هيهات".
يعني : أنها مبنية على الفتح كما بنيت" هيهات" والذي أوجب بناءها : أنها وقعت موقع الفعل الماضي ، فإذا قلنا" شتان ما زيد وعمرو" فكأنا قلنا : افترقا وتباعدا.
ومعنى : شت يشت شتاتا : تفرق وتباعد. وقال بعضهم" شتان" : مصدر على فعلان ، وقد خالف المصدر لأنه ليس في المصادر فعلان ، فلما خالف المصدر أشبه باب" فعال" وهو مصدر في موضع" فعل" على غير مصدر ذلك الفعل ، كقولك : نزال وحذار. والمصدر على الحقيقة : النزول والحذر. وقال بعضهم : اجتمع في" شتان" خروجه عن وزن المصادر والتعريف وزيادة الألف والنون في آخره ، فبني وحرك بالفتح اتباعا للألف والفتحة التي قبلها.
هذا باب الأحيان في الانصراف وغير الانصراف
حكى سيبويه عن العرب : " هذا يوم اثنين مباركا فيه" ، وجعل اثنين اسما ليوم معرفة كما تجعله اسما لرجل.
ورد المبرد هذا ، وذكر أن اثنين لا يكون معرفة أبدا بالألف واللام ، وأن قولهم : " مباركا فيه" نصب على الحال من النكرة.
وذكر سيبويه أيضا أن بعض العرب يدع التنوين في" عشية" كما ترك في غدوة.
وقال المبرد : ليس بشيء ، و" عشية" على كل حال منصرفة. وهذا الرد لا يلزم سيبويه إلا أن ترد حكايته عن العرب ويتهم في ما نقله عنهم.
هذا باب الألقاب
بين سيبويه في هذا الباب أن الاسم المنفرد إذا لقب بمفرد ، أضيف إليه والعلة في ذلك : أنهم لو أفردوا كل واحد منهما لخرجوا عن منهاج أسمائهم إذ ليس أصل التسمية أن يكون اسمان مفردان لشخص واحد ، فإذا أضافوه ، فله نظير مثل : " أبي زيد" و" أبي عمرو" ، فإذا كان
__________________
(١) ديوان الجعدي ٢١٠ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤٧ ، شرح السيرافي ٤ / ١٢٥ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٢٤٥.