اللقب مفردا بعد اسم مضاف فصل منه ، لأنه يصير بمنزلة قولك : " أبو بكر زيد" ، وهذه الألقاب متى لقبت بها شيئا ، صار تعريفه بغير ألف ولام ، وخرج عن التعريف الذي كان له بالألف واللام ، فإذا سمي بها صار تعريفها بالتسمية.
فإن قال قائل : لم لم تكن الشمس معرفة إلا بالألف واللام ولا شمس غيرها في الدنيا؟.
قيل له : قد يسمى ضوء الشمس شمسا كقول القائل : لا تقعد في الشمس وإنما يريد ضوءها ، وتقول : " شمس البصرة أحرّ من شمس الكوفة" ، وحرّ الشمس واحد ، وإنما يريد ضوءها.
هذا باب الاسمين اللذين ضم أحدهما إلى الآخر
ذكر في هذا الباب : " عمرويه" في المبنيات ، والذي أوجب بناءه أن المضاف إلى عمرو صوت أعجمي فخالف أصوات العرب المعرفة كما اختلفت سائر ألفاظ العرب والعجم ، وبنوه على الكسر لاجتماع الساكنين ، وجعلوا علامة التنكير فيه التنوين ، وكذلك التنوين في سائر المبنيات ، إلا أن منها ما لم تستعمله العرب إلا منكرا ومنه ما استعملته بالتنكير والتعريف.
فمما استعملته منكرا فقط قولهم : " أيها يا زيد" ، إذا أردت : اكفف و : "ويها" : إذا أغريته : و "إيه" إذا استزدته.
وقد خطأ الأصمعي ذا الرمة في قوله :
* وقفنا فقلنا إيه عن أمّ سالم |
|
وما بال تكليم الديار بلاقع (١) |
فقال بترك التنوين في" إيه".
وقوم من النحويين أنكروا قول الأصمعي ، وصوبوا قول ذي الرمة فقالوا :
أتى به معرفة ، كما تقول : غاق غاق.
وقد أصاب الأصمعي في ذلك لأنه أراد أن العرب لم تستعمل "إيه" إلا منكرا ، فلا يجوز استعماله على غير ذلك ، كما لا يجوز ترك التنوين في "ويها" و "أيها" وإنما يجعل هذا من ذي الرمة على الضرورة لما اضطر تأوله معرفة.
قال : وسألت الخليل عن قوله : فداء لك فقال (هو) بمنزلة أمس. يعني : أنه مبني ، وإنما بني لأنه وضع موضع الأمر كما قالوا : "ليفدك أبي وأمي" ونوّن.
__________________
(١) ديوان ذي الرمة ٣٥٦ ، مجالس ثعلب ١ / ٢٢٨ ، وبه (البلاقع) ، المقتضب ٣ / ١٧٩ (البلاقع) ، ما ينصرف وما لا ينصرف ١٠٩ ، شرح السيرافي ٤ / ١٣٠ ، ضرائر الشعر ١٩١ ، شرح المفصل ٤ / ٣١ ، ٧٤ ، ٩ / ٣٠.