ـ والثالث : أنه كان حقها في الجر : " سبع سماي" ، كما تقول : هذه سبع جوار ففتح في الجر وهي ضرورة.
وأنشد أيضا في تحريك الياء :
* قد عجبت مني ومن يعيليا |
|
لما رأيتني خلقا مقلوليا (١) |
هذا عند يونس غير ضرورة لأن" يعيليا" تصغير" يعلى" وهو لا ينصرف ، وقد بين سيبويه الرد عليه ، المقلولي : الذي يتقلى من الحزن والمقلولي أيضا : المنتصب.
وأنشد للكميت :
* خريع دوادى في ملعب |
|
تازر طورا وتلقي الإزارا (٢) |
فأجرى دوادى مجرى السالم. والخريع : الجارية الناعمة اللينة ، وقيل : الضعيفة لصغرها ، وقال الأصمعي : الدوادي آثار تسلق الصبيان ، وقوله : تأزر طورا وتلقي الإزار" أي : هي صغيرة لا تبالي بما صنعت ، فمرة تتزر مستترة ومرة تلقي الإزار لاعبة.
وأنشد في ما قلب من الواو إلى الياء :
* لا مهل حتى تلحقي بعنس |
|
أهل الرباط البيض والقلنسي (٣) |
جمع" قلنسوة" بحذف الهاء فلما صارت الهاء طرفا ، أبدل منها ياء. وعنس قبيلة.
والرباط : جمع ربطة.
هذا باب إرادة اللفظ بالحرف الواحد
اعلم أنك إذا سميت رجلا" بإب" التي هي اللفظ بالباء من اضرب ففيها أقوال :
قال سيبويه : أقول : إذا ابتدأته : " إبّ قد جاء" ، وإذا وصلته بكلام أسقطت ألف الوصل ، وبقيت الباء وحدها ، فأقول : هذا أب وقام أب.
وقال : رأيت بعض الأسماء على حرف واحد إذا اتصل بكلام ، وهو قولنا : " من أب لك؟ " تريد : من أب؟ وتخفف الهمزة فتلقى حركتها على ما قبلها وتسقطها ، فجعل سقوط ألف الوصل كإلقاء الحركة.
ورد المبرد عليه ذلك ، ففرق بين تخفيف الهمزة وإسقاط ألف الوصل ، فقال : تخفيف
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٥٩ ، المقتضب ١ / ١٤٢ ، ما ينصرف ١١٤ ، شرح النحاس ١٨ ، شرح السيرافي ٤ / ١٣٤ ، المسائل العسكرية ٢٦٢ ، الخصائص ١ / ٦ ، المنصف ٢ / ٦٢.
(٢) ديوان الكميت ١ / ١٩٠ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٦٠ ، المقتضب ١ / ١٤٤ ما ينصرف ١١٤ ، شرح السيرافي ٤ / ١٣٦ ، الخصائص ١ / ٣٣٤ ، المنصف (٢ / ٦٨ ، ٨٠).
(٣) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٦٠ ، المقتضب ١ / ١٨٨ ، ما ينصرف ١١٦ ، شرح السيرافي ٤ / ١٣٣ ورقة ١٣٣ ، المنصف ٣ / ٧٠ ، الخصائص ١ / ٢٣٥ ، شرح المفصل ١٠ / ١٠٧ ، اللسان (عنس) ٦ / ١٥٠.