الهمزة غير لازم ، وألف الوصل إذا اتصلت سقطت في هذا الموضع ، ولم يكن مذهبه في ذلك مذهب سيبويه.
وقال المازني : أقول" رب" لأن الراء كانت مكسورة في اضرب.
وقال الأخفش : " ضب" ، فرد أول الفعل. وعلى قول المبرد" اضرب" فيرد الكلمة إلى أصلها.
وكان الزجاج يقول : " إب" ويقطع الألف. وقام إب وهذا إب ، قال : " وإنما أقطع الألف لأني لما نقلته من اللفظ وهو حرف إلى التسمية ، قطعت الألف ليكون فرقا بين الاسم والحرف ، كما يفعل بالفعل إذا سمي به.
وقال بعضهم : لا يجوز أن يسمى" بإب" لأنه يحتاج إلى تحريك الياء وتحريكها يمنع من ألف الوصل ، وقد ذكر هنا في الباب مع كلام سيبويه ، وقيل بعده : " وهذا مذهب قوي".
قال سيبويه : " كان الخليل يقول : المن قولك : الرجل ونحوه بمنزلة قد ، واستبدل على ذلك بأن الشاعر قد فصله فقال.
* دع ذا وعجّل ذا وألحقنا بذل |
|
بالشحم إنّا قد مللناه بجل (١) |
أراد أن يقول : " بذا الشحم" ، فوقف على الألف واللام من الشحم ، فقال : " بذل" ، ثم ألحقها ب" الشحم" ، وأعاد البناء فقال : " بالشحم" ومعنى بجل : حسب وكفى.
هذا باب الحكاية التي تغيّر الأسماء فيها
قال في هذا الباب : " وإن سميت رجلا وامرأة بعاقلة لبيبة ... صرفته وأجريته مجراه قبل أن يكون اسما" ، لأن كل واحد منهما مفرد ليس باسم المسمى ، فحكيت لفظهما قبل التسمية فقلت : " هذا عاقلة لبيبة" ، و" مررت بعاقلة لبيبة" ، ويجوز أن تجعلها كحضرموت فتجعلها اسما واحدا وتضيف الأول إلى الثاني كما فعلت بحضرموت ، فإن جعلتهما اسما واحدا قلت : " هذا عاقلة لبيبة" و" هذا عاقل لبيب" إن سميت بعاقل لبيب ، وكذلك تفعل بالمرأة لأن الاسمين إذا جعلا اسما واحدا لم ينصرف ومن أضاف حضرموت قال : " هذا عاقلة لبيبة" ، و" هذا عاقل لبيب".
وإن سميت" بعاقل لبيب" ، وسمي بعاقلة وحدها ، فالأكثر أن لا تصرف ، ويجوز صرفها على الحكاية ، كأنه قال في امرأة مسماة بعاقلة : " هذه امرأة عاقلة" ، فتجريها على النعت ، وإن كان اسما كما سموا بالحسن والعباس وما أشبه ذلك.
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم (٢ / ٦٤ ، ٢٧٣) ، المقتضب (١ / ٨٤ ، ٩٤ / ٢) ما ينصرف ١٢١ ، شرح النحاس ٣٢ ، شرح السيرافي ٤ / ورقة ١٣٩ وبه (بخل) ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٣٦٩ ، وروايته (هات لنا من ذا وألحقنا بذا ال ...) ، الخصائص ١ / ٢٩١ ، المنصف ١ / ٦٦.