وأنشد :
* إن لها مركّبا إرزبا |
|
كأنّها جبهة ذرّي حبّا (١) |
استشهد به على المحكي الذي لا يتغير. و" ذرّي حبا" : محكي ومعنى البيت : أنه يصف فرج امرأة وشبهه بجبهة هذا الرجل. والركب والمركب : الفرج.
ويروى مركنا بالنون.
وأنشد أيضا :
* وجدنا في كتاب بني تميم |
|
أحقّ الخيل بالركض المعار (٢) |
فأوقع" وجدنا" على قوله : " أحق" وما بعده ، فحكاه كما وقع في الكتاب.
ومعنى البيت : أنه هجاهم فقال : في كتب وصاياهم : (أحق الخيل بالركض المستعار).
وقيل المعار : السمين. ويروى : المغار بالغين معجمة ، ومعناه : الشديد كالخيل المعار ، فعلى هاتين الروايتين لا يكون هجوا ، وقد يجوز أن يكون المعار ، فلا يكون هجوا أيضا ، ويكون معناه : أحق الخيل بأن يركض ويتعجل به في قضاء الحاجة ليصرف إلى صاحبه سريعا ما استعير.
ومثل هذا قول الشاعر :
كأن حفيف منخره ـ إذا ما |
|
كتمن الرّبو ـ كير مستعار (٣) |
فشبه شدة نفس الفرس وسرعته : بصوت كير استعير فتعجل العمل به ليصرف معجلا.
وجميع الباب مفهوم بيّن من كلام سيبويه إن شاء الله.
هذا باب الإضافة وهو باب النسبة
ذكر سيبويه أن النسب في كلامهم على ضربين : مقيس وشاذ ، فمما ذكر من الشاذ قولهم في النسب إلى هذيل : هذلي.
وهذا الباب كالخارج عن الشذوذ لكثرة النسب إليه بحذف الياء. والعلة في حذف الياء أنه اجتمع ثلاث ياءات وكسرة ، فعدلوا إلى الحذف لذلك.
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٦٤ ، وما لا ينصرف ١٢٣ ، المقتضب ٤ / ٩ ، شرح النحاس ٣٢١ ، وبه (مركبا) ، شرح السيرافي ٤ / ورقة ١٣٩ ، شرح المفصل ١ / ٢٨.
(٢) ديوان بشر ٧٩ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٦٥ ، المفضليات ٩٨ ، المقتضب ٤ / ١٠ ، الكامل ٣ / ٥٣ ، ما ينصرف ١٢٥ ، شرح النحاس ٣٢١ ، شرح السيرافي ٤ / ورقة ١٤٠ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٣٢٣ ، مجمع الأمثال ١ / ٢٠٣ ، الخزانة ٩ / ١٦٨ ، اللسان (عير) ٦٢٥.
(٣) ديوانه : ٧٩ ، مجمع الأمثال ٢ / ٢٠٣ ، شرح الأعلم ٢ / ٦٥.