وأما تهام فاسم البقعة المعروفة : تهامة ، والنسبة إليها تهامي ، ومن قال : تهام ، قدر أن الألف في تهامة تحذف وتفتح التاء ، فبني الاسم على تهم أو تهم ثم ينسب إلى يمن وشأم.
ومن العرب من يقول : تهامي وشآمي ، ويماني ، فتهامي على القياس ، وأما يماني وشامي ، فمنسوب إلى المنسوب المخفف كأنهم لما قالوا : شآم ويمان ، صار ذلك اسما لكل مكان نسب إلى اليمن والشآم. ثم نسب إليه.
وأما النسبة إلى الملائكة والجن روحاني ، فهو نسبة إلى الروح ، كما ينسب إلى جمة جماني ، وإنما قيل لهم الروح للطافة أجسامهم وخفائهم عن الناس.
هذا باب ما حذف الياء والواو فيه القياس
جعل سيبويه فعولة في التغيير بمنزلة ، فأسقط الواو كما أسقط الياء وفتح عين الفعل المضمومة وذهب في ذلك أن العرب قالت في النسبة إلى شنؤة : شنئيّ وكان المبرد يرد القياس على هذا ويجعله من شاذ النسبة الذي لا يقاس عليه.
واحتج في ذلك بأشياء يفرق فيها بين الواو والياء ، فمن ذلك : النسب إلى عديّ : عدويّ ، ومن ذلك نسبهم إلى سمر : سمري ، وإلى نمر نمري ، فلما خالفت الضمة الكسرة في نمر وسمر ، فغيرت الكسرة ولم تغير الضمة ، وخالفت الياء الواو في عدي وعدو ، وجب أن تخالف الياء في فعلية الواو في فعولة.
ومن الشاذ عند سيبويه قولهم : سليقي للرجل من أهل السليقة ، وهو الذي يتكلم على أصل طبعه ولغته ويقرأ القرآن كذلك ، وكأنه من الأعراب الذين لا يقرءون القرآن على سنة كما يقرؤه القراء ، ويقرأ على طبع لغته.
هذا باب الإضافة إلى كل اسم على
أربعة أحرف فصاعدا
أنشد في هذا الباب :
* فكيف لنا بالشرب إن لم تكن لنا |
|
دوانيق عند الحانويّ ولا نقذ؟ (١) |
قال : " والوجه : الحاني"
وإنما صار الوجه ما قال ؛ لأنه منسوب إلى" الحانة" وهي بيت الخمار ، وإنما جاز أن يقول : حانوي ؛ لأنه بناه على فاعله من حنا يحنو ، إذا عطف ، فقال : حانوي على مثال النسبة إلى يرمي : يرموي ، فكأنه جعل البقعة الجامعة للشرب حانية عليهم كما تحن الأم على ولدها.
__________________
(١) ديوان ذي الرمة ٦٦٥ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٧١ ، شرح السيرافي ٤ / ورقة ١٤٩ ، شرح المفصل ٥ / ١٥١ ، حاشية الصبان ٤ / ١٨٠ ، المقاصد النحوية ٤ / ٥٣٨ ، اللسان (حنا) ١٤ / ٥٠٥.