يصف صعوبة الطريق وشدته على من ركبه.
واستدل سيبويه على أن" هنت" أصلها هنوة ، بقول الشاعر :
* أرى ابن نزار قد جفاني وملني |
|
على هنوات كلها متتابع (١) |
فجمع" هنت" على هنوات ، وهنوات كناية عن أفعال قبيحة فعلها به.
وباقي الباب مفهوم.
هذا باب الإضافة إلى ما فيه الزيادة من بنات الحرفين
اعلم أن تاء التأنيث قد دخلت على أسماء مؤنثة فجعلت عوضا من المحذوفات ، فأجريت مجرى الحرف الأصلي فسكن ما قبلها. وخولف مذهب هاء التأنيث إذا كانت هاء التأنيث تفتح ما قبلها ، فهذه الأسماء يكون ما قبل التاء فيها ساكنا ، وذلك قولهم : بنت وأخت وهنت ومنت فجعلت أخت بمنزلة : قفل ، وبنت بمنزلة : جذع ، وهنت بمنزلة : فلس ، فصار للتاء في هذه الأسماء مذهبان :
ـ مذهب الحروف الأصلية لسكون ما قبلها.
ـ ومذهب هاء التأنيث ؛ لأنها لم تقع إلا على مؤنث ومذكر بخلاف لفظها ، فجمعتها العرب وصغرتها بالرد إلى الأصل وترك الاعتداء بالتاء ، فاختار النحويون ردها إلى الأصل في النسبة كما ردتها العرب في التصغير والجمع إلى ذلك فقالوا : بنويّ في بنت ، وأخوي في أخت ، وفتحت النون والخاء ؛ لأن الجمع قد دل على فتح الثاني في الأصل حين قالوا : بنات وأخوات.
وكان يونس يجيز : بنتي وأختي على ما ذكرناه من إلحاقها بجذع وقفل ، فأجرى الملحق بمنزلة الأصلي ، ولم يكن يقول في هنت ومنت : هنتيّ ومنتيّ.
فقال الخليل : " من قال : بنتي ، قال : هنتي ومنتي"؟
يعني : أنه يجب عليه أن يقول : هذا.
قال : " وهذا لا يقوله : هذا.
قال : " وهذا لا يقوله أحد".
وذكر سيبويه كلتا بعد بنت ، وقد ذكرنا أن التاء في كلتا كالتاء في بنت.
ثم قال بعد هذا : " ومن قال : رأيت كلتا أختيك ، فإنه يجعل الألف ألف تأنيث.
وهذه التاء بمنزلة التاء في بنت غير أنها لما صارت للإلحاق وجاز أن تلحقها ألف
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٨١ ، المقتضب ٢ / ٢٦٩ ، شرح السيرافي ٤ / ورقة ١٥٨ ، المنصف ٣ / ١٣٩ ، شرح المفصل (١ / ٥٣ ، ٣ / ٦ ، ١٠ / ٤١) ، اللسان (هنا ١٥ / ٣٦٦).