قال سيبويه : وأمّا الإضافة إلى شاء فشاويّ.
وأنشد :
* فلست بشاويّ عليه دمامة |
|
إذا ما غدا يغدو بقوس وأسهم (١) |
وكان ينبغي أن يقول : بشائي كما يقال في عطاء : عطائي ولكنه ألزم الرد على الأصل على الشذوذ. والدمامة : الحقارة في المنظر ونفى عن نفسه أن يكون راعيا دميما.
وذكر سيبويه أن النسب إلى امرئ : امرئي. وقد قالوا : مرئي في النسبة إلى امرئ القيس. وهذا عنده من الشاذ الخارج عن القياس ، ولا يعرف امرئيّ ، ولكنه أتى به على القياس.
والمعروف في كلام العرب مرئي.
وقال محمد بن جبيب : كل من اسمه امرؤ القيس من العرب النسب فيه مرئي إلا امرئ القيس في كندة فإنه يقال في النسب مرقسيّ ، فاعرفه.
هذا باب الإضافة إلى ما ذهبت فاؤه من بنات الحرفين
كلام سيبويه في هذا الباب مفهوم.
وكان الأخفش إذا ردّ الذاهب من بنات الحرفين ترك الكلمة على أصلها ، ولم يحرك الساكن فيها بعد الرد إليها.
وكان المبرد يذهب إلى مثل قول الأخفش ، وأن الشيء إذا رد منه ما ذهب ، وجب أن ينسب إليه على بنائه.
وحكى عن الأخفش عدويّ بتسكين الدال ؛ لأن الأصل عنده عدو.
واختلفوا في دم ، فمذهب سيبويه أنه فعل بتسكين العين وكذلك مذهب الأخفش.
وكان المبرد يذهب إلى أنه فعل ، ويستدل على ذلك بقولهم : دمي يدمي دمي.
والذي احتج به المبرد لا يلزم لأن الكلام في الدم المسفوح لا في مصدر ، وقد يكون الشيء على وزن ، فإذا صرف منه فعل كان مصدر ذلك الفعل على غير لفظه ، ومن ذلك قولهم : جنب الرجل يجنب جنبا إذا اشتكي جنبه ، فالفعل مأخوذ من الجنب ومصدره فعل ، والجنب فعل ونحو هذا كثير.
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٨٤ ، من غير نسبة ، شرح السيرافي ٤ / ورقة ١٦١ شرح ابن السيرافي ٢ / ٢٦٨ اللسان (قرش) ٦ / ٣٣٥ ، (شوه) ١٣ / ٥١٠.