هذا باب يجمع فيه الاسم إن كان لمذكر أو لمؤنث بالتاء
جميع النحويين مجمعون على موافقة سيبويه في ما ضمه الباب إلا ابن كيسان ، فإنه أجاز في بنت التكسير ، فيقول : أبناء ، وكذلك يقول في أخت أخاء ، وهو قد تفرد به. وما بقي من الباب متفق عليه غير أن ابن كيسان أيضا زعم أنّه يقال في جمع ذيت إذا سمي به : ذيّات بالتشديد ، مثل كيّ إذا سمينا به شدّدنا الياء ، فإذا جمعنا قلنا كيات وهو القياس.
هذا باب ما يكسر مما كسّر للجمع وما لا يكسر
قوله : وإذا سميت رجلا بفعول جاز أن تكسره فتقول : فعائل إلى قوله لم يكن بأبعد من فعول من أفعال.
ذهب إلى أن فعولا قد يكون في الواحد ، ثم جاء بالأتيي والسّدوس ، والأتي السيل وأصله أتوي ، ثم قال : ولو لم يكن له نظير في الواحد ، لكان أيضا يجمع على أقرب الأبنية منه ، وهو فعول ، كما أن أفعالا قد جمعوه وهو جمع حين قالوا : أنعام وأناعيم ، كما جمع الواحد الذي على إفعال كقولهم : إثكال وأثاكيل ، فمحل فعول ـ الذي هو جمع من فعول الذي هو واحد ـ كمحل أفعال الذي هو جمع من أفعال الذي هو واحد.
هذا باب جمع الأسماء المضافة
اعلم أن الاسم المضاف إذا كان كنية والاسم الثاني ليس باسم معروف فالاختيار عند سيبويه أن يوحد ولا يجمع فيقال في أبي زيد آباء زيد وذكر أنّه قول يونس وأنه أحسن من آباء الزيدين.
وهو بدل ، على أن أباء الزيدين قول قد قيل ، وإنما اختار سيبويه توحيد الاسم المضاف إليه لأنه ليس شيء بعينه ؛ لأنه واقع على غير حقيقة.
وذكر أن هذا مثل قولهم : بنات لبون ؛ لأنه أراد به : البنين المضافة إلى هذه الصفة وكذلك : آباء زيد كأنه قال : آباء هذا الاسم. فاعرفه.
هذا باب من الجمع بالواو والنون وتكسير الاسم
اعلم أن القياس في قولهم الأشعرون ، أن يقال الأشعريّون لأنه جمع أشعري ولا يقال للواحد شعر ، وإنّما هم بنو أشعر ينسب إليه الواحد.
شعرى ، والجمع : أشعريون.
والذي يقول : الأشعرون ، جعل كل واحد منهم أشعر ، فسماه باسم أبيه ثم جمعه وهذا ليس بقياس.
وشبهه سيبويه بقولهم : الأشاعر والأشاعث والمسامعة ، وهذا أسرع وأقيس من الأشعريين. لأن هذا كان أصله : أشعثي ومسمعي ، فلما جمع جمع التكسير صار بمنزلة اسم