يكاد يوجد في الأسماء العربية اسم ، في أوله ألف بعدها أربعة أحرف أصلية ، لا إن كانت الألف زائدة ، ولا إن كانت أصلية ، إلا في مصادر الأفعال الرباعية المزيدة كقولهم : احرنجام واقشعرار. والألف في أولها ألف وصل فلما جاءت أسماء كثيرة من أسماء الأنبياء في أولها ألف مكسورة ، وبعدها أربعة أحرف أصلية ، أو ثلاثة أحرف أصلية وزوائد شبهوها بألف الوصل وأجروا حكمها على الزيادة.
وأنشد سيبويه للطرماح :
* يضحي على جذم الجذول كأنه |
|
خصم أبرّ على الخصوم ألندد (١) |
احتج به على أن النون في ألندد زائدة ؛ لأنه في معنى ألدّ وهو الشديد الخصومة وقد ذكرنا تصغيره والاختلاف فيه. والجذول : أصول الشجر. ومعنى أبرّ : غلب وظهر. يصف حرباء وهو يستقبل الشمس على أصول الشجر ويحرك يديه لما يجد من حر الشمس ، فكأنه خصم ألدّ ظهر على خصومه فهو يحرك يديه كثيرا استعانة على الكلام وحرصا عليه.
وأنشد :
* ولم أجد بالمصر من حاجاتي |
|
غير عفاريت عفرنيات (٢) |
استشهد به على أن معنى عفرني وعفرناة كمعنى العفر ، العفريت وعفرنيات. جمع : عفرناة وهي صفة عفاريت والمعنى واحد.
وهذان البيتان وقعا من كتاب سيبويه في : باب تحقير ما كان من الثلاثة في الزائدتان وبيت الطرماح وقع في باب : ما يحذف في التحقير من بنات الثلاثة.
هذا باب تحقير ما أوّله ألف الوصل من بنات الأربعة
هذا الباب والذي بعده مفهومان من كلام سيبويه إن شاء الله.
هذا باب تحقير بنات الحرفين
قال في هذا الباب : ولو حقرت ربّ اسم رجل قلت : ربيب ؛ لأنه مخفف من ربّ فترده في التصغير إلى أصله ، وكذلك" بخ" المخففة تقول : " بخيخ" وأصله التشديد.
قال العجاج :
* في حسب بخّ وعزّ أقعسا (٣)
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١١٢ ، ٣١٧ ، ديوان الطرماح ١٤١ ، شرح النحاس ٣٤٣ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٤٠٧.
(٢) الكتاب وشرح السيرافي ٢ / ١١٦ ، لم يشرحه النحاس ولا ابن السيرافي ، شرح السيرافي ٤ / ٢٠٠.
(٣) ديوانه ٣٢ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٣٢ ، شرح السيرافي ٤ / ٢٠٦ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٢٦٠ ، ٢٧٦ ، شرح عيون كتاب سيبويه ٢٣١ ، شرح المفصل ٤ / ٧٨ ، الممتع في التصريف ٢ / ٦٢٧.