فردّ بخّ المخففة إلى أصلها في التشديد. كما قال :
* وهي تنوش الحوض نوشا من علا
وإنما المستعمل : من" علو" و" من عل" فرده إلى أصله ، وأصله : " علو" فقلب الواو ألفا لانفتاح ما قبلها.
وأنشد :
* إنّ عبيدا هي صئبان السّه (١)
أنشد هذا على أن الساقط من" است" الهاء ، ويروى في الحديث عن على ومعاوية رحمهما الله عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : العين وكاء السّه.
وأنشد في ما يحذف في التحقير من زوائد الأربعة لغيلان.
* قد قرّبت ساداتها الرّوائسا |
|
والبكرات الفسّج العطامسا (٢) |
استشهد به على حذف الياء من" العطامس" ضرورة.
والروائس : جمع رائسته ، وهي الناقة السريعة ، والفاسج : التي لم تحمل وهي فتية لم تذهب قوتها ، أي : قربرا كلما عندهم. والعطموس : الحسنة الخلق.
وهذا الباب وما بعده من أبواب بنات الحرفين جميعا مفهوم من كلام سيبويه إن شاء الله.
هذا باب تحقير ما كانت فيه تاء التأنيث
اعلم أنّ سيبويه أراد بتاء التأنيث هاهنا ، ما كان من الأسماء فيه تاء في الوصل والوقف من المؤنث وهي أسماء يسيرة نحو : أخت وبنت وهنت ومنت وذيت وكيت.
فهذه التاء وإن كان قبلها ساكن فهي للتأنيث كالهاء في عبلة وتمرة فإذا صغرت هذه الأسماء ، رددتها إلى أصلها ؛ لأنها في الأصل مزيدة بعد ما بني الاسم على حرفين للتأنيث وعلامة تاء تأنيث لا يعتد بها في تصغير ولا جمع ، فتقول : بنيّة وأخية وذبية.
ثم قال سيبويه : ولو سميت امرأة بضربت أو رجلا لقلت ضريبة لأنك تقول قبل التصغير : ضربة كزقية ثم تصغر على ذلك.
قال : وكانت الهاء أولى بها من بين علامات التأنيث لشبهها بها ـ يعني لشبهها بالتاء ـ ألا ترى أنّها في الوصل تاء ولأنّهم لا يؤنثون بالتاء شيئا إلا شيئا علامته في الأصل الهاء.
يعني : أن الأسماء التي تثبت فيها التاء في الوقف من الأسماء التي ذكرناها هي أسماء مؤنثة
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٢٢ ، المقتضب ١ / ٣٣ ، ٢٣٩ ، المنصف ١ / ٦٢ ، اللسان ١٣ / ٤٩٥.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١١٩ ، المقتضب ٢ / ٣١٩ ، ٣٤٧ ، ٢٥٦ ، الخصائص ٢ / ٦٢ ، ما يجوز للشاعر في الضرورة ١٣٦ ، الهمع ٢ / ١٥٧ ، اللسان ٢ / ٣٤٥.