الأصل في علامتها ، لأن الأصل فيها : أخوة وبنوة وهنوة وذوية وأصل ذلك كله الهاء فاعلمه.
هذا باب تحقير ما حذف منه ولا يرد في التحقير ما حذف منه
اعلم أن سيبويه قد خولف في بعض ما ذكر في الباب. واعتماده على أن الحذف لما وقع في هذه الأسماء نحو : " ميت"" هار" وما أشبه ذلك على جهة التخفيف لا على علة توجب حذفها ، وكان التصغير غير محوج إلى رد ما حذفوه ، لأن الباقي ثلاثة أحرف لم يرد المحذوف ؛ لأن التخفيف الذي أرادوه في المكبر هو الذي أحوج في المصغر لزيادة حروفه.
وحكى عن يونس : أن ناسا يقولون : هو يئر في التصغير فقال سيبويه هؤلاء لم يحقروا هارا ، إنما حقروا هائرا ، كما قال : رويجلا كأنهم حقروا راجلا ، ثم قال : وقالوا : أبينون ، كأنهم حقروا أبنى مثل أعمى.
وتفسير هذا أن العرب إذا صغروا" أبناء" جمع" ابن" يقولون : أبينون وليس ذلك تصغير أبناء في لفظة لأن تصغيره : " أبيناء" مثل" أحيماء" ، ولا هو تصغير : " بنين" لأن تصغير بنين : فكأن قولهم : أبينون على تقدير شيء غير أبناء ولا بنين ، ولكن صغروا أبناء وجمعوه بعد ذلك فقدره تقدير أفعل مثل" أعمى" فكأنه" أبنى". ثم صغروا أبنى فصار أبين ، ثم جمع فصار أبينون بمنزلة : " أعيمون" ولا يستعمل" أبنى" كما لم يستعمل" راجل" في معنى رجل ، وإن كان قد صغروه على ذلك.
وحكى المبرد من قوله ، وقال المازني : إنّه يقول في يضع : يويضع وفي هار : هويئر ؛ لأنه من وضع يضع ، ويرده إلى أصله.
وقد تقدم الاحتجاج لسيبويه ، ويلزم أن يقولوا في : " خير منك" و" شر منك"" أشير منك" و" أخير منك" ؛ لأن أصله" أشر منك" و" أخير منك" ، فاعلمه.
هذا باب تحقير كل حرف كان فيه بدل
فإنّ ذلك البدل يحذف
حكى بعض اللغويين أن من العرب من لا يرد المبدل إلى أصله إذا جمع
وأنشد :
* حمى لا يحلّ الدّهر إلا بإذننا |
|
ولا نسأل الأقوام عهد المياثق |
وهذا جمع" ميثاق" ، وأصله من وثقت ، فعلى هذا يجوز في ميثاق وميعاد" مييثيق" ومييعيد.
وذكر أبو حاتم أن عمارة بن عقيل غلط فقال : " ريح"" أرياح" قال : فأنكرته عليه.
وأنشدته قول جده جرير :
* إذا هبّ أرواح الشّتاء الزّعازع