* كأنّ الغبار الذي غادرت |
|
ضحيا دواخن من تنضب (١) |
فصغر" ضحى" على" ضحيّ" و" ضحى" مؤنثة ، وإنما حذفوا الهاء لئلا يشبه بتصغير" ضحوة" والدواخن : جمع دخان ، والتنضب : شجر شبه الغبار الذي غادرت قوائم فرسه بالدخان.
وأنشد لجرير :
* قال العواذل ما لجهلك بعد ما |
|
شاب المفارق واكتسين قتيرا؟ (٢) |
استشهد به على قولهم : عشيانات ومغيربانات ، كأنهم جعلوا الحين أجزاء ، ثم جمعوه كما قالوا : " مفارق الرأس".
وإنما هو" مفرق" فجعلوا كل جزء منه" مفرقا" ثم جمعوه. والقتير : الشيب وهو مشتق من : القتر ، وهو الغبار لأن الشعر يغبر به ، والغبرة من البياض والسواد.
وأنشد لرؤبة في تصغير صبية على لفظها :
* صبيّة على الدخان رمكا |
|
ما إن عدا أصغرهم أن زكّا |
قال المبرد : إنّما هو" ما إن عدا أكبرهم" ؛ لأن المعنى يوجب ذلك لأنّه أراد تصغيرهم ، فإذا كان أكبرهم بلغ إلى الزكيك من المشي ، فمن دونه لا يقدر على ذلك والرّمكة : الغبرة مثل لون النعامة.
هذا باب تحقير الأسماء المبهمة
اعلم أنّهم خالفوا في تصغير المبهمة ، وغيروه بأن تركوا أوله على لفظه ، وزادوا في آخره ألفا عوضا من الضم الذي هو علامة التصغير.
وقد ذكر سيبويه العلة في تغييرها وإخراجها عن حكم التصغير في غيرها فإذا صغرت" الذي" و" التي" قلت : " اللّذيّا" و" اللتيا" فإذا ثنيت ، قلت : " اللذيان" و" اللتيان" وقد اختلف مذهب سيبويه والأخفش في ذلك.
فأما سيبويه فإنه يحذف الألف المزيدة في تصغير المبهم ولا يقدرها.
وأما الأخفش ، فإنه يقدرها ويحذفها لاجتماع الساكنين ولا يتغير اللفظ في التثنية فإذا جمع تبين الخلاف بينهما يقول سيبويه في جمع" الّلذيّون" و" اللّذييّن" بضم الياء وكسرها وعلى مذهب الأخفش ـ الّلذيّون واللّذيّين بفتح الياء على مذهبه ـ يكون اللفظ في الجمع
__________________
(١) ديوانه ١٦ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٣٨ شرح السيرافي ٤ / ٢٢٤ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٢٦١ ، اللسان نضب ١ / ٧٦٤ ، دخن ١٣ / ١٤٩.
(٢) ديوان جرير ١ / ٢٧٩ ، ديوان عبيد الله ١٧٦ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٣٨ ، المقتضب ٣ / ٢٨٤ ، شرح السيرافي ٤ / ٢٢٤ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٢٧٩ ، اللسان صلب ١ / ٥٢٦ عثن ١٣ / ٢٧٦.