منهم من يقول : " أندية" جمع : ندى وهو المجلس الذي يجتمعون فيه يتواصوا على إطعام الفقراء منهم.
ومنهم من يقول : إنّه جمع ندى على" نداء" ، كما قالوا : جمل وجمال ، ثم جمع فعالا على أفعلة.
ومنهم من قال : إنّه شاذ ، وهو مذهب سيبويه.
هذا باب الهمز
للهمزة أحكام تكلم عنها سيبويه. وفي كلامه غموض وإشكال ، وأنا أقدم جملة موجزة في تخفيف الهمز والبدل على مذهبه توطئ كلامه إن شاء الله.
اعلم أن الهمزة إذا وقعت أولى ولا كلام قبلها فهي محققة لا غير بأي حركة تحركت ، وإذا وقعت غير أولى فلا تعدو ثلاثة أوجه :
ـ فإن كانت ساكنة وقبلها متحرك وخففتها ، فإنك تقلبها على الحرف الذي منه حركة ما قبلها ، وإن كان ما قبلها مفتوحا قلبتها ألفا كقولك : في رأس : راس ، وفي قرأت : " قرات".
وإن كان مكسورا ، قلبتها ياء كقولك في ذئب : " ذيب" وفي جئت : " جيت".
وإن كان مضموما قلبتها واوا كقولك في جؤنة : " جونة" ، وفي سؤت : " سوت".
وإن كانت متحركة وقبلها ساكن ، فهي تنقسم قسمين : فإن كان الساكن قبلها من حروف المد واللين ، فإنك تقلبها على ما قبلها وتدغم ما قبلها فيها.
فإن كان ما قبلها ياء قلبتها ياء كقولك في خطيئة : " خطية".
وإن كان واوا ، قلبتها واوا كقولك في أزد شنوءة : " أزد شنوة"
وإن كان ما قبلها ألفا جعلتها بين بين ، ولم تقلبها ألفا كما قلبتها واوا وياء ، لأنه لا تجتمع ألفان ولأن الألف لا تدغم في الألف كقولك : واوا وياء ؛ لأنه لا تجتمع ألفان ولأن الألف لا تدغم في الألف كقولك : سأل : سال ، في التساؤل : " التساول" ، وفي قبائل" قبايل".
ومعنى" بين بين" : أن تجعلها بين مخرج الهمزة ومخرج الحرف الذي منه حركة الهمزة.
فإذا كانت مفتوحة جعلتها متوسطة في إخراجها بين الهمزة وبين الألف كقولك : " سال" و" قرا".
وإن كانت مضمومة جعلتها متوسطة بين الهمزة والواو كقولك : لؤم
وإن كانت مكسورة جعلتها بين الهمزة والياء كقولك : قايل في قائل.
فهذا أحد وجهيها إذا كانت متحركة وقبلها ساكن.
والوجه الآخر : أن يكون السّاكن الذي قبلها من غير حرف المد واللين ، فإذا كان كذلك فحكمها والحد فيها أن تلقى حركتها على ما قبلها وتحذف كقولنا في مسألة : مسالة