وأنشد للراجز :
* يقوم تارات ويمشي تيرا (١)
" وإنّما احتملت الفعل في بنات الياء والواو لأن الغالب الذي هو حدّ الكلام في فعلة ـ في غير المعتل ـ الفعال".
واعلم أن" الفعال" أولى بالإعلال من" فعلة" ، ألا تراهم قالوا : حوض وحياض ، وسوط وسياط فقلبوا الواو وقالوا : عود وعودة ، وزوج وزوجة ، فجاءوا بالواو فعلم أن الإعلال في فعال أقوى.
قال سيبويه : " إنّما قالوا : قامة وقيم". وأصلها من الواو ؛ لأنه محمول على فعال الذي أصله أن يعمل ، " وفعال" هو الحد في جمع" فعلة" في غير المعتل كقولهم : رقبة ورقاب ورحبة ورحاب ، فاعلمه.
هذا باب ما يكون واحدا يقع على الجمع
من بنات الياء والواو
جملة هذا الباب في ما كان من الثلاثي المعتل من أسماء الأجناس مما بيّنه وبيّن واحده الهاء.
وأنشد للقطامي :
* فكنّا كالحريق أصاب غابا |
|
فيخبو ساعة ويهبّ ساعا (٢) |
فجمع" ساعة" على" ساع". والغاب : الشجر الملتف.
وأنشد للعجاج :
* وخطرت أيدي الكماة وخطر |
|
رأي إذا أورده الطّعن صدر (٣) |
" فرأى" : جمع" راية". وهو مرفوع بقوله : و" خطر" ، كأنه قال : وخطرت أيدي الكماة وخطرت الرايات ، أي : اضطربت في الحرب.
وسائر الباب مفهوم إن شاء الله.
هذا باب ما هو اسم واحد يقع على جميع
وفيه علامة التأنيث
اعلم أن ما كان من الأجناس فيه ألف التأنيث مقصورة أو ممدودة ، فالباب في واحده
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٨٨ ، شرح السيرافي ٥ / ٢٠.
(٢) ديوانه ٣٩ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٨٩.
(٣) ديوانه ١٨ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٨٩ ، المقتضب ١ / ١٥٣ ، شرح السيرافي ٥ / ٢٠ ، المنصف ٣ / ٨٣ ، الخصائص ١ / ٢٦٨.