وقال بعضهم في هذا المنقوص إذا جمع بالألف والتاء : يجوز أن تفتح التاء في النصب ، وتقام مقام لام الفعل فيقال : سمعت لغاتهم ، ورأيت ثباتهم ، كما قالوا : سنين ، فأعربوا النون.
والأفصح الأشهر ، ما ذكره سيبويه. وقال الله عز وجل : (خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ) [النساء : ٧١].
قال : وقد يجمعون المؤنث الذي ليست فيه هاء التأنيث بالتاء كما يجمع ما فيه الهاء لأنه مؤنث مثله وذلك قولهم : عرسات وأرضات وعير وعيرات.
لأن العير مؤنثة ، قال الله عز وجل : (وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) [يوسف : ٨٦] ، وكان حقها أن يقال : عيرات لاستثقال الحركة في الياء كما يقال : " تبنات" ، ولكنهم قالوا : " عيرات" فحركوا على مثل لغة هذيل في تحريك الثاني من" تبنات وبيضات" وما أشبهه.
قال : " وقد قالوا : أهلات فثقلوا كما قالوا أرضات".
قال الشاعر وهو المخبل :
* وهم أهلات حول قيس بن عاصم |
|
إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا (١) |
وإنما ثقلوا ؛ لأنه اسم وإن كان قد أشبه الصفة.
والكوثر : الكثير العطية.
قال : وقالوا إموان : جماعة الأمة ، كما قالوا : إخوان ؛ لأنهم جمعوها كما جمعوا ما ليس فيه نقص.
يعني قولهم : خرب وخربان.
" فأمة" أصلها : " فعلة" ، و" فعل" قد يجمع على" فعلان".
وأنشد للقتال الكلابي :
* أما الإماء فلا يدعونني ولدا |
|
إذا ترامى بنو الإموان بالعار (٢) |
فجمع أمة على" إموان" تشبيها بأخ وإخوان ؛ لأنّ الزّنة واحدة وليس بينهما إلا الهاء ، وهي تسقط في الجمع.
هذا باب تكسير ما عدته
أربعة أحرف للجمع
ذكر في هذا الباب أن فعالا من ذوات الواو المعتل العين يجمع في الكثير على فعل مخففة العين استثقالا للضم ، ذلك قولهم : خوان وخون ، ورواق ، وبون. والبوان : عمود النخلة.
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٩١ ، شرح النحاس ٣٦٨ ، شرح السيرافي ٤ / ٢٦ ، شرح المفصل ٥ / ٣٣ ، الخزانة ٨ / ٩٦ ، اللسان أهل ١١ / ٢٨.
(٢) شرح السيرافي ٥ / ٦٢.