ومعنى قوله بعد ذكر" سماء" و" عطاء" وجمعها على" أفعلة" خاصة : " لأنها أقل الياءات احتمالا وأضعفها".
يعني : أنّها لام الفعل ، ولام الفعل أضعف من عين الفعل.
وقوله : " سماء وأسميّة" يريد المطر لا السماء بعينها ، يقال للمطر : سماء وأسمية في أقل العدد ، وللكثير : سميّ.
وذكر البغاث في ما بني على فعال ، وفيه ثلاث لغات : بغاث بغاث وبغاث وهو حشاش الطير.
قال : وقالوا : " حوار وحيران ، كما قالوا : غراب وغربان" إلى قوله : " جعلوا هذه بمنزلة فعال ، كما أنّهما متفقان في أدنى العدد".
يريد : أن حوارا فيه لغتان : حوار وحوار ، وكذلك صوار ، وصوار ولغة الكسر توجب أن يكون الجمع الكثير على فعلان ، ولغة الكسر توجب أن يكون الكثير على" فعل" كقولهم : خوان وخون ، فاتفقوا في هذين الحرفين على لغة الضم ، فقالوا : حيران وصيران ، كما أن" فعالا" و" فعالا" قد اتفقا في أدنى العدد على أفعلة. وعلى نحو هذا سوار فيه لغتان : سوار وسوار ، وقد اتفقوا فقالوا : جيران وصيران في جمعه الكثير على لغة الكسر فقالوا : سور كما قالوا : خوان وخون.
وذكر أن" فعيلا" قد يكسر على" فعلان" تشبيها" بفعال" كقولهم : ظليم وظلمان ، وعريض وعرضان.
والظّليم : ذكر النعام. والعريض : التيس.
ومعنى قوله : بعد أن ذكر أن العرب تقول : عناق وأعنق وعنوق : " كرهوا أن يجمعوه جمع قصعة لأن زيادته ليست كالهاء".
يعني : أنّهم كرهوا أن يجمعوه جمع" فعالة" ، و" فعالة" لأن التأنيث الذي فيه ، ليس بعلامة ، إنما هو شيء في نفس الحرف ، فأسقطت منه الزيادة ـ يعني الألف في فعال فصار على ثلاثة أحرف ، وبني على" أفعل" كما بني ما كان على ثلاثة أحرف كفعل. ومعنى قوله : فكسروها على فعول كما كسّروها على أفعل بنوه على ما هو بمنزلة أفعل.
يعني : أنّهم لما قالوا : عناق وأعنق فأجروه مجرى فلس جمعوه في الكثير على فعول.
فقالوا : " عنوق" كما قالوا : " فلوس".
وذكر أبو حاتم أنّه يقال : عناق وعنق ، ويقال أيضا : بالتخفيف : عنق وفي بعض الأمثال" العنوق بعد النوق" يضرب مثلا للذي يفتقر ، كأنه يملك العنوق بعد ملكه النوق.
قال : " ونظير عنوق قول بعض العرب في السماء : سميّ".