وقد ذكر سيبويه في ما تقدم أنّهم لم يقولوا أرض ولا أراض ، فيجب على هذا أن يكون" أراض" غلطا وقع في الكتاب وأن يكون الصواب : أرض وأراض ، كما قالوا : أهل وأهال ، فيكون مثل ليلة وليال ويشاكل الباب على هذا. إلا أنّه إنما ذكر في الباب ما جاء جمعه على غير الواحد ، ونحن إذا قلنا : أرض وأراض وأهل وأهال فهو على الواحد وإن كان شاذّا مثل زيد وأزياد ، وفرخ وأفراخ.
قوله : " بعد أن ذكر جمع توأم على" تؤام" : كأنهم كسروا عليه تئم".
معنى هذا : أن الباب عنده في" فعال" ، أن يكون جمع" فعل" ، لأن أكثره جمع فعل ، وذلك : ظئر وظؤار ، ورخل ورخال ، وثنى وثناء.
قال : " ومثل هذا حمير ... وأطيار ... وأفلاء".
يعني : أن ما كان من جمع الثلاثي مما جاء جمعا لما كان على أربعة أحرف فهو بحذف حرف منه في التقدير وليس ذلك بمطرد ، فكأنهم قدروا : حمارا على حمر. وجمعوه على حمير ، كما قالوا : كلب وكليب ، وعبد وعبيد وجعلوا صاحبا وطائرا على صحب وطير ، ثم جمعوه على" أصحاب" وأطيار ، كما قالوا : بيت وأبيات.
وجعلوا فلوا على فعل أو فعل كما قالوا : عجز وأعجاز.
هذا باب ما عدة حروفه خمسة أحرف
وخامسه ألف التأنيث
ذكر في هذا الباب أن" فاعلاء" يجمع على" فواعل" كما تجمع فاعلة" وذلك قاصعاء وقواصع ، ونافقاء ونوافق وداماء ودوام. وهذه كلها حجرة اليرابع.
وذكر" حانباء" و" حواني" ولا يعلم تفسيره.
هذا باب جمع الجمع
ذكر سيبويه في هذا الباب ثلاثة أشياء ، الباب فيها أن لا تجمع ، وما جمع منها فهو مسلم للعرب ، والباقى على قياسه ، منها الجمع المكسر كقولهم : أيد وأياد وأوطب وأواطب.
قال الراجز :
* تخلب منها ستة الأواطب (١)
وأسقية وأساق".
وقد روى أسماء وأسام. والثاني من الثلاثة المصادر التي يدل بها على نوع المصدر نحو :
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٠٠ ، شرح السيرافي ٥ / ٣٩ ، شرح المفصل ٥ / ٧٥ ، اللسان وطب ١ / ٧٩٧.