فأخرجوه عن باب غضبان بتخفيف الحرد ، وبقولهم حارد.
ومعنى قول سيبويه : " فإنه يكون فعله على ما ذكرنا في الذي يتعدى".
يريد من باب فعل يفعل كقولنا : قعد يقعد ، وفعل يفعل مثل : جلس يجلس ، وفعل يفعل كقولك : حرد يحرد ، فهذه الأفعال لها نظائر في ما يتعدى ويجيء في ما لا يتعدى بناء ينفرد به كقولك : ظرف يظرف ، وكرم يكرم.
وذكر سيبويه أن" الفعال" يكثر في الأدواء ، كقولنا : السّكات والبوار ، والدوار ، والسهام ، وهو تغير من حر الشمس ، والنّحاز وهو مثل السعال.
وقال الأصمعي : وقع في الإبل السّواف وهو الهلاك والموت.
وقال أبو عمرو الشيباني : السّواف بفتح السين. فأنكر الأصمعي وغيره ما قاله أبو عمرو.
وقد قال سيبويه بعد أسطر : " كما أنك قد تجيء ببعض ما يكون من داء على غير فعال ، وبابه فعال".
وذكر أن فعالة يكثر في ما كان ولاية أو صناعة وذكر في معنى الولاية : النكابة وهي من المنكب ، والمنكب : رأس العرفاء الذي في يده اثنى عشرة عرافة.
قال : " وأما الوسم فيجيء على فعال نحو : الخباط والعلاط ، والعراض والجناب ، والكشاح"
وقد فسرها سيبويه :
قال : " وقد جاء بعض السمات على غير الفعال نحو : القرمة والجرف ، اكتفوا بالعمل ، يعني المصدر والفعلة فأوقعوهما على الأثر والجرف : أن يقطع شيء من الجلد بحديد ، والقرمة : أن يقطع شيء من الجلد يكون معلقا منه.
قال : " وقالوا : الحيدان والميلان ، فأدخلوا الفعلان في هذا كما أن ما ذكرنا من المصادر قد دخل بعضها في بعض".
يعني : أن الحيدان والميلان إنما هما أخذا في جهة ما عادلة من جهة أخرى فهما بمنزلة الرغوان.
وقال بعضهم : الحيدان والميلان ليس فيهما زعزعة شديدة ، وما ذكر ففيه زعزعة شديدة فلذلك قال ما قال.
وقال بعد أن ذكر أشياء بنيت على" فعل"" يفعل" فهو" فعل" ومثل هذا" في التقارب : بطن يبطن بطنا وهو بطين وبطن. وتبن تبنا وهو تبن .. وطبن .. طبنا وهو طبن".
قال بعض النحويين : زيدت الياء في بطين للزوم الكسرة لهذا الباب ، يعني لفعل ،